عدد اليوم
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يلعب الإعلام الوطني دوراً مهماً في ترسيخ الثقافة المحلية، ودعم توجهاتها الاستراتيجية. وتتعدد وجهات النظر حول الدور الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة في هذا الإطار، باعتباره عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية الثقافية، وتعزيز مسيرتها.
يقول أحمد محمود الحوسني، كاتب وسفير سابق: «بلا شك الإعلام يمثل عِلماً بينياً وسيطاً يجمع بين العلوم، واليوم دور الإعلام تطوّر وزادت مهامه، ناقلاً للمعلومات والحقائق إلى الشعوب بكل بساطة ومرونة. حيث إنه بدأ يؤدي دوراً حيوياً، في إعلام الناس من عالم آخر ودون إبطاء، واضعاً العالم أمام خبر اللحظة». وهنا يأتي دور الإعلام لأن يكون ملازماً للنشاط الثقافي، متفاعلاً معه، ومنغمساً فيه، ناقلاً تلك الثقافة للعالم حتى يرى الآخرون ما تمتلكه الدولة من إمكانات ثقافية ومعرفية، وكذلك ما تبذله الجهات والمؤسسات المعنية بالثقافة والفكر من جهود، وإبراز صورة المثقفين والمبدعين.
وترى الإعلامية آمنة القحطاني أن الإعلام شريك أساسي ورئيسي في الوقت نفسه لنقل الثقافة، وإدارة دفة المعرفة ونقلها للآخر، بما تستحقه من جهود تخدم الحراك الثقافي، فللإعلام أهمية كبيرة في ظل التطورات الراهنة، وطالما كان للإعلام حضور قوي بكل وسائلة، سواء كانت تقليدية أو حديثة، من برامج وسائل التواصل الاجتماعي. وتابعت: الإمارات تدرك دور الإعلام وأهميته ولديها استراتيجيات وأنشطة بارزة في هذا الشأن، ومن ضمنها المنتديات الإعلامية الدولية التي تقام على أرضها إيماناً بدور الإعلام، ولقد رأينا ذلك في منتدى الإعلام العربي الأخير، حيث تخلل المنتدى جلسات ومحاضرات وندوات بحضور دولي كبير، وهذا ما نطمح إليه، ونعتز به في الوقت نفسه. فالثقافة لا يمكنها أن تتقدم وترتقي وتزدهر وتكون في حالة فاعلة، وتستمر بإبداعاتها المتجددة، إلا بوجود إعلام عصري ناقل لذلك الحراك.
قوة الإعلام
من جانبه يقول وليد المرزوقي، كاتب وإعلامي: الدول المتقدمة تقاس بقوة إعلامها، وأن للإعلام حضوراً لافتاً تكون لديه استراتيجية واضحة وممنهجة نحو مسؤولية وطنية ذات خطة موضوعة لخدمة الدولة والمجتمع، وطالما الثقافة هي أساس مكانة الدولة وشعبها، فلابد أن يكون هناك ترابط وثيق يجمعهما، ويكون الإعلام ناقلاً للجهد الثقافي المبذول، بارزاً أهدافه ورؤاه للآخرين. فالثقافة لا يمكنها أن تتجه بقوتها نحو الآخر إلا بوجود إعلام موازٍ وكوادر إعلامية على مستوى الكوادر الثقافية الموجودة. مضيفاً: اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة تزخر بكوادر إعلامية شابة ذات مهنية عالية المستوى، قادرة على تحمل مسؤولية الإعلام بجدارة، إلى جانب وجود أقلام شابة مثقفة وواعية على قدر الثقة والمسؤولية بتمثيل الدولة، والمشاركة في أبرز الفعاليات الثقافية الدولية، ناقلين تجربتهم وهويتهم وثقافتهم إلى الآخرين، وهذا الانسجام الإعلامي الثقافي لم يأت من فراغ، وإنما تحقق بجهود قيادية، ترسخ قيمة الإعلام ومكانة الثقافة المحلية في نفوس أبناء الوطن، والعالم أجمع.
موروث ثقافي
الإعلامي عبدالله الشحي، الرئيس التنفيذي لشبكة رؤية الإمارات الإعلامية، رئيس مجلس إدارة جمعية ياس للثقافة والفنون والمسرح، يتحدث عن أهمية الدور الكبير الذي يضطلع به الإعلام في ترسيخ واستعراض المشهد الثقافي المحلي دولياً، قائلاً: دولة الإمارات تتمتع بموروث ثقافي عريق وغني، ومبادرات ومشاريع استراتيجية عالمية متواصلة في مختلف المجالات والقطاعات جعلتها تتصدر اهتمام العالم. والإعلام الإماراتي نجح، من خلال أدواته وقدراته وبما يمتلكه من كفاءات بشرية وأدوات متطورة تعتمد على الإبداع والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، في تقديم محتوى إعلامي موثوق ورصين ساهم في نقل رسالة الدولة الحضارية والإنسانية وتجربتها التنموية إلى الشعوب والمجتمعات حول العالم وبمختلف اللغات.
وأضاف الشحي: الإعلام الإماراتي نجح في توثيق وإبراز تطورات المشهد الثقافي والإبداعي الحيوي، وتسليط الضوء عليه، ووضعه في صدارة الاهتمام العالمي، والثقافة تعد جزءاً من المنظومة المتكاملة لدولة الإمارات وإبراز ريادتها وتميزها بالمبادرات الثقافية المتنوعة، وهذا من دون شك كان له أثر كبير وملموس في عكس الصورة المشرفة عن المشهد المتطور في الجانب الثقافي والإبداعي. بالإضافة إلى ذلك، الإعلام الإماراتي ظل مواكباً للطفرة الهائلة في العالم، ورسخ قوته من خلال حرصه على نقل الإبداع الثقافي الإماراتي بكل تجلياته وفي أبهى صوره.
