محمد نجيم (الرباط)
بعد إصدارها لعدد من دواوين الشعر التي حظيت باستحسان القراء والنقاد، ومنها: «كن بريئاً كذئب»، «كان قلبي يوم أحد» وأعمال أخرى تُرجمت إلى لغات العالم، تعود الشاعرة والروائية المغربية ريم نجمي لتصدر روايتها الجديدة بعنوان «العشيق السري لفراو ميركل» عن الدار المصرية اللبنانية.
عن روايتها الجديدة، تقول ريم نجمي، إن بطل الرواية هو شاب ألماني من أصل سوري ولد في عائلة متدينة وعاش طفولة صعبة، لم يكن هذا الشاب مرتاحاً وسعيداً بنمط عيش والديه، الأب السوري والأم الألمانية، وكان دائماً يشعر بالمسافة بينهما ويتمسك بهويته كألماني، وهذا ما جعله يرى في المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نموذجاً يمثل القيم الأوروبية التي يؤمن بها، وشخصية ملهمة بالنسبة له، لذلك تدور معظم أحداث الرواية في برلين وضواحيها، إذ نستكشف الوجه الحكومي والإداري للمدينة، من خلال تتبع البطل لمسار المستشارة الألمانية، كما نستكشف أماكن سكنها والمدينة التي عاشت فيها طفولتها وشبابها.
ورغم أن الشاب هو بطل الرواية على اعتبار أن الأحداث تدور حوله، إلا أن الرواية في العمق هي احتفاء بشخصية أنجيلا ميركل وبتجربتها كامرأة قوية وكسياسية عظيمة تركت أثراً في تاريخنا المعاصر حتى لو اختلف البعض حول تجربتها في الحكم التي كادت أن تكون الأطول في تاريخ ألمانيا الحديث، لولا أن تفوق عليها أستاذها هيلموت كول بعشرة أيام كأطول مستشار في الحكم بألمانيا.
نحت الشخصية بحذر
عن الوقت الذي استغرقته في كتابة الرواية، تقول ريم نجمي: هذا العمل تحديداً أخذ مني الكثير من الوقت في الجانب البحثي، لأنه اعتمد بشكل كبير على البحث في تاريخ أنجيلا ميركل، لا السياسي فقط وإنما الشخصي أيضاً، وهو أمر صعب بالنظر إلى أن المعلومات عن الحياة الخاصة للسيدة ميركل شحيحة، وقد قرأت خلال رحلة البحث الكثير من الكتب التي تناولت سيرتها لكن كان ينبغي أيضاً العودة إلى مقالات وحوارات في الصحف والمجلات الألمانية منذ تاريخ دخولها للمشهد، إلى جانب المقالات والحوارات في المجلات النسائية، بالإضافة إلى زيارة كل الأماكن التي وردت في الرواية ومنها السكن الخاص للمستشارة ومقر عملها، بالإضافة إلى التعرف عن قرب على نظام العلاج النفسي في ألمانيا، والذي استندت عليه في أحداث الرواية، كما اشتغلت على حياة بعض الأسر المسلمة المتدينة في ألمانيا، من ناحية عاداتهم ويومياتهم وتربيتهم الدينية لأبنائهم في وسط غربي وما يخلقه من تساؤلات وإشكاليات.
وتقول نجمي: ليس من السهل الاشتغال على شخصية واقعية وتحويلها إلى شخصية روائية، فهناك تصور مسبق عن الشخصية لدى القارئ، وينبغي نحت الشخصية هنا بحذر بما يتوافق مع المعطيات الحقيقية والمعروفة، أما التخوف الآخر الذي شغلني فهو أن هذه الرواية الجديدة قد لا تتوافق مع توقعات القراء الذين أعجبوا برواية «تشريح الرغبة»، فهي مختلفة عنها تماماً لا من ناحية التيمة واللغة والعوالم.
ومن المخاوف أيضاً هو أني تحديت نفسي في هذه الرواية بالخروج عن دائرة الأمان ككاتبة، والاشتغال على موضوع ليس ضمن دائرة تخصصي ومعارفي وهو الطب النفسي، فكان لابد من القراءة في هذا المجال وتحديداً مرض «هوس العشق» وأعراضه وطرق علاجه وإجراءات العلاج الإجباري في ألمانيا والقوانين التي تحكم هذا المجال.