الأحد 8 سبتمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«طبول الوادي».. تناقضات القرية والمدينة

«طبول الوادي».. تناقضات القرية والمدينة
15 يوليو 2024 01:20

شعبان بلال (القاهرة)

تشكل رواية «طبول الوادي» لوحة بانورامية عن سلطنة عُمان في حقبة الثمانينيات، بلغة تشبه البيوت والطرقات والجبال، وتعكس التحولات العميقة التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، وتبرز الخصوصية العمانية من خلال اتصالها بالمكان والتاريخ والعادات والتقاليد، واهتمامها بالتفاصيل المحلية الدقيقة، ما يمنحها أصالة جاذبة للنص.
يجمع الكاتب محمود الرحبي في روايته، المرشحة لجائزة «كتارا 2024»، بين التوثيق والخيال، ويقول إن حياة عمان في الثمانينيات كانت بطبيعتها وجبالها وطرقها مازالت مشدودة عميقاً إلى الماضي، وخاصة في القرى الجبلية المعزولة، بينما كانت بعض أحياء مسقط تشق طريقها نحو التمدن والتمازج.
رمزية وتفاصيل
وقال الرحبي: «تعمدت اختيار قرية يرمز لها المثل في البعد، وهي «وادي السحتن»، المكونة من قرى عدة وسط الجبال، وتمتاز بوفرة في الثمار، حتى سميت بـ«مندوس» عمان وهي كلمة شعبية تعني الصندوق الثمين، كما اخترت بالمقابل حياً يُعتبر في تلك الفترة مثالاً للتمازج وتعدد الألسنة والثقافات والطباع وهو وادي «عدي». 
واستطرد «اهتممت بالتفاصيل العمانية، فوصفت الطرقات التي كانت في ذاك الزمن متربة وخشنة حتى في أحياء المدينة، والقرى رهيبة وشاقة، كنا لكي نشق بعض الطرق الصاعدة نضطر إلى وضع الحجارة داخل السيارة وقت الهبوط، حتى تحافظ على توازنها ولا تنزلق من المرتفعات». 
شخصيات الرواية
وعن شخصيات الرواية يبين أن الشخصيتين الرئيستين، الأول سالم يحلم بالحرية، فالتجأ إلى وادي عدي، والثاني زهران المطرود من جنة زنجبار هرباً من الأعداء، ووجد ما يشبه جنته المفقودة في وادي السحتن، ويجسد سالم شخصية الهارب من أحكام القرية وقوانيها، كنوع من المقاومة في وجه رياح التغيير وحتمية التهجن، ولكن كونه الشاب الأكبر في العائلة والمرشح ليكون خليفة والده في المشيخة فإن رفضه لأحكام القرية، لم يكن مقبولاً، حتى وإن كان رفضاً خفياً وفي السر.
وعلى العكس من ذلك الوضع، فقد وجد سالم ضالته وحريته وحياته المستقلة في وادي عدي في العاصمة مسقط، كونه مكاناً جديداً يمكن أن يتقبل مختلف التغيرات، خاصة أنه يجمع عدداً متنوعاً من نازحين عُمانيين بغرض العمل، وأعداداً من العمال الآسيويين.
فقدان الحبيبة
هناك شخصية عيسى، التي تجسد قصص الحب الكثيرة في الحياة والتي تفشل بسبب التدخلات التعجيزية من الأهل، حيث فقد محبوبته حين تقدم للزواج منها، رغم أنها ابنة خالته، لكن والدها اختار لها زيجة سريعة، ليُعبّر عيسى عن حزنه بتشكيل قلبه على الطين كأنما ينفخ فيه الروح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©