محمد عبدالسميع (الشارقة)
حين يخرج الإنسان من تجربة، فإنه حتماً يعيش تفاصيلها، ويحاول أن يحتفي بها، وهذه المرة يكون الاحتفاء خاصّاً، فالكاتبة الإماراتية شيماء أحمد تحتفل احتفالاً ربما يبدو غريباً، ويشكّل سعادةً بالنسبة لها، فهو ليس احتفالاً عاطفيّاً أو مذكراتٍ رومانسيةً حالمة، بل هو احتفالٌ بالمرض عبّرت عنه في عنوان كتابها «مذكرات مجنونة: حكاية فتاة إماراتية صارعت الذهان».
هذا المرض الذي عاشته لحظةً بلحظة وتعافت منه، كان حافزاً لها لأن تكتبه فيما يشبه السيرة الذاتية، قاصدةً من وراء ذلك بثّ النصيحة والخبرة والمعرفة لمن يقرأ الكتاب، غير خجولة من المرض الذي كان عامل تشجيعٍ لها لأن تفيد القراء الذين عانوا أو يعانون هذا المرض الذي يلقي بتبعاته الصحية والنفسية على المريض.
هل يتوارى الأديب عند كتابة مذكراته الأدبية؟!.. بالطبع هو سؤالٌ محيّر، لاسيّما إذا كانت هذه السيرة تذكّرنا بمرضٍ لا يحبّه الناس ويهربون منه، ولهذا جاء الكتاب يحمل سيرتها الذاتية، وفي الوقت ذاته ينبّه على موضوعٍ خطير، وهو كيف يرهن الإنسان نفسه وأحلامه جرّاء الإصابة بمرضٍ كمرضها، يعبّر عن هشاشة الإنسان وضعفه وضياع أحلامه، حيث قدّمت تجربة مرضها، مهتمةً بالصحة النفسية ومعالجة ذلك من خلال عمل درامي مشوّق يتميّز بالصراحة المطلقة والشفافية.
وترى الكاتبة البالغة من العمر 39 عاماً، أنّ أمام أيّ كاتبٍ محطاتٍ من إشهار الذات وتعريف القراء بالجهد المبذول، ليكونوا على صلة بما يأتي من أعمال، مُعززةً هذا الإيمان بوجود الناقد الجيّد الذي يأخذ بأيدي الكُتّاب في بداياتهم ويطوّر من تجربة المبدعين الشباب.
وفي هذا المجال، تعبّر عن احترامها لدَور اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، من خلال ما أتيح حولها من جلسات نقاشية وحوارية.
منصات التواصل
لا تنكر شيماء أحمد دور منصات التواصل الاجتماعي، داعيةً إلى التسامح على هذه المنصات وقبول الآراء وتعددها، وهو ما يجعلها تطمح إلى أن تكون مؤثرةً إيجابيةً في هذا المجال.