الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اكتشافات أثرية في الفجيرة تعيد كتابة تاريخ التواجد البشري في الإمارات

اكتشافات أثرية في الفجيرة تعيد كتابة تاريخ التواجد البشري في الإمارات
26 يونيو 2024 01:11

الفجيرة (وام) 
أعلنت حكومة الفجيرة - بالتعاون مع فريق دولي من الباحثين من دائرة السياحة والآثار في الإمارة وجامعة يينا الألمانية، وجامعة أكسفورد بروكس في المملكة المتحدة - عن اكتشاف أدلة جديدة تشير إلى تواجد بشري قديم يعود لعصور ما قبل التاريخ في إمارة الفجيرة. وأشارت إلى أن النتائج الجديدة تثبت أن المجموعات البشرية المتنقلة اتخذت من الملجأ الصخري في جبل كهف الدور الواقع بمنطقة حبحب موطناً لها على نحو متكرر منذ نحو 13 ألفاً إلى 7500 عام، حيث ساد الاعتقاد سابقاً بأن منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية كانت غير مأهولة بالسكان منذ نحو 38000 عام عندما سادتها الظروف المناخية الجافة، إلى أن أصبح مناخها أكثر رطوبة قبل نحو 7000 عام. وتسهم هذه النتائج الجديدة في توسيع نطاق المعرفة التاريخية حول طبيعة التواجد البشري في الإمارة، وسد الثغرات في السجل الأثري لهذه المنطقة، ونفي الافتراضات القديمة حول توقيت التواجد البشري فيها.

اكتشاف جيولوجي مهم 
وأكد سعيد السماحي، مدير دائرة السياحة والآثار بالفجيرة، أن الدائرة سعت إلى توفير الخدمات اللوجستية والعلمية كافة للبعثة الأثرية المتخصصة، وأن النتائج بينت تاريخ الإمارة في عصر ما قبل التاريخ وما بعده، والتسلسل الزمني الذي مرّ بها، والذي يشير إلى استقرار الوجود البشري وتواصله فيها، وذلك وفقاً لدراسة وتحليل موقع كهف الدور بمنطقة حبحب..
من جانبه، قال المهندس علي قاسم، مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية: إن هذا التعاون الذي جمع خبراء عالميين ومؤسسات بحثية مرموقة تمخض عن نتائج غير مسبوقة سلّطت الضوء على ثراء وغنى تراث الإمارة الجيولوجي والأثري. وأضاف: «يؤكد هذا الاكتشاف أهمية الجهود التي تبذلها حكومة الفجيرة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، واهتمام ومتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لحماية وتوثيق المواقع الجيولوجية والأثرية في الإمارة، والتزام المؤسسة بتعزيز الوعي بأهمية هذه الموارد القيّمة من خلال برامج تعليمية ومشاريع بحثية، لضمان استدامتها والحفاظ عليها للأجيال المقبلة». 

أهمية خاصة 
من جهته، قال الدكتور كنوت بريتزكه، عالم الآثار من جامعة يينا الألمانية، الذي أشرف على أعمال التنقيب في الموقع: «تلعب الاكتشافات الأثرية الأخيرة في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور دوراً مهماً في فهمنا لتاريخ الوجود البشري في الفجيرة». وأشار إلى أن الأدلة التي كشفها فريق الباحثين الدولي تعيد الجدول الزمني للحضور البشري في المنطقة إلى حوالي 13 ألف عام مضت، ما يغير المعتقدات السائدة حول أنماط التواجد البشري في جنوب شرق الجزيرة العربية. 
بدوره، أكد البروفيسور أدريان باركر، الباحث في مشروع البيئات القديمة، في دراسة لجامعة أكسفورد بروكس بالمملكة المتحدة، أهمية هذا البحث لتسليط الضوء على التراث التاريخي الغني للفجيرة، وتأكيد مرونة المجموعات البشرية في تلك الحقبة، وقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، فيما تؤكد هذه الاكتشافات أهمية مواصلة الجهود لحماية ودراسة هذه المواقع الأثرية الثمينة. 

وكانت حكومة الفجيرة قد أطلقت مبادرة لتحديد وحماية المواقع الجيولوجية المهمة في الإمارة، حددت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية في سياقها وبالتعاون مع خبراء عالميين، أكثر من 30 موقعاً تمتلك خصائص جيولوجية مهمة، وهو مشروع أثمر اكتشاف مواقع أثرية وفّرت أدلة إضافية على الأنشطة البشرية في هذه المنطقة خلال عصور ما قبل التاريخ. وكشفت التنقيبات الأثرية التجريبية في الملجأ الصخري بجبل كهف الدور عن ثلاث طبقات تحتوي على أدوات حجرية وعظام حيوانات ومواقد، وقد أشارت عملية التأريخ بالكربون المشع للفحم المأخوذ من هذه المواقد إلى أن الموقع كان مأهولاً عدة مرات منذ حوالي 13000 إلى 7500 عام، ما يجعل هذا الملجأ الصخري أقدم موقع أثري في الإمارة. ويغطي هذا الاكتشاف فترة حاسمة في التاريخ البشري، راصداً فترة الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى تربية الحيوانات وإنتاج الغذاء.
 وفي خطوة مهمة لدعم جهود البحث الأثري، وافق مكتب ولي عهد الفجيرة على مقترح مشروع يهدف إلى إجراء المزيد من الحفريات في الموقع الأثري بجبل كهف الدور، وتنفيذ مسوحات إضافية في المنطقة المجاورة للموقع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©