سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أصدرت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، باكورة أعداد مجلتها المحكمة التي تُعنى بالدراسات الإسلامية بشتى فروعها، وتقدم المجلة نظرةً شموليةً عن المستجدات البحثية في هذا الحقل على صعيد النظريات والمنهجيات والتطبيقات، وتحتوي على عدد واسع من المقاربات التاريخية واللغوية والنصية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية، وتشجِّع على فتح آفاق جديدة للدراسات الإسلامية عن طريق الدراسات البينية التي تجمع بين الحضارات العالمية والقضايا الفكرية الراهنة.
وتأتي المجلة التي صدر عددها الأول باللغتين العربية والإنجليزية، ضمن ثلاث مجلات علمية محكَّمة أطلقتها الجامعة، بهدف رصد التطوُّرات البحثية في مجال الدراسات الفلسفية والإسلامية واللغويات التطبيقية، ضمن جهودها لتعزيز حضور اللغة العربية في الإنتاج المعرفي، وإجراء البحوث والدراسات العلمية الرصينة التي تحاكي واقع المجتمعات وقضاياها المعاصرة، وطرح الحلول العلمية النافعة.
بحوث نوعية
اشتمل العدد الأول على العديد من البحوث المهمة النوعية، حيث قدم الدكتور أحمد المدني بحثاً بعنوان: تكامل المعارف وأثره في حل المشكلات المعاصرة: المشكلة البيئية في الدول العربية ذات الاقتصاد النفطي نموذجاً «مقاربة استراتيجية مقاصدية»، كما قدم الدكتور باسم جمال بحثاً بعنوان القرآن والتأويل، وضم العدد الأول أيضاً بحثاً بعنوان علم الأديان المقارن: رهان التغيير وعوائق الإنجاز للدكتور نزار صميدة، وكذلك بحث بعنوان «صورة المسيح في التراث الإسلامي» للدكتور خالد محمد عبده، وبحث آخر بعنوان «فصل دراسي واحد وجهات نظر مختلفة، تعزيز التفاهم المتبادل بين طلاب الدراسات الإسلامية في روسيا والولايات المتحدة» للدكتور ألكسندر كنيش. واختتم العدد الأول بمراجعات ثرية لكتب حديثة مهمة في الإسلاميات شارك فيها الدكتور رضوان السيد والدكتور عبد الحميد الراقي والدكتور إلياس أمهرار.
تقديم مهم
وكتب رئيس تحرير المجلة الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة، في كلمة تقديمية للعدد الأول حملت عنوان «الدراسات الإسلامية: تغيير الرؤية وفتح الآفاق»، ومما جاء فيها: «ينفتح الخطاب القرآني، خطاب الهداية والعناية، على رؤيةٍ رحبة لعالم الإنسان، وعوالم الأكوان. في الخطاب الكوني هناك مسألة الخلق، ومسألة النظام والانتظام، ومسائل التسخير للإنسان. وفي الجانب الإنساني هناك الخلق والإقدار ومثالات الرحمة والعدل. وبسبب تعدد جهات الخطاب، فإنّ فرقاء الحوار كانوا متعددين، والقرآن يقص علينا أخبارهم ومن استجاب ومن أعرض، وينصح بالصبر لاستعادة الوحدة إنْ لم يكن من حيث الاعتقاد، فمن حيث القيم الأخلاقية، قيم العيش معاً بالبر والقسط».