الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حاكم الشارقة يشهد احتفال اتحاد كتاب وأدباء الإمارات

سلطان القاسمي خلال احتفال اتحاد كتاب وأدباء الإمارات (الصور من وام)
26 مايو 2024 03:55

الشارقة (الاتحاد)
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء أمس، احتفال الاتحاد بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيسه، وذلك في مقر هيئة الشارقة للكتاب.
كان في استقبال سموه عند وصوله، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، وعدد من كبار المسؤولين والأدباء والكتاب.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال الحفل، بتكريم الرؤساء السابقين لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وهم: عبد الحميد أحمد، وعبد الغفار حسين، وناصر الظاهري، وإبراهيم الهاشمي، والمغفور لهما، بإذن الله، ناصر جبران، وحبيب الصايغ، والرئيس الحالي للاتحاد الدكتور سلطان العميمي.
مثقفو أوروبا
ألقى صاحب السمو حاكم الشارقة محاضرة تناولت دور الثقافة والمثقفين في المجتمع، مسترجعاً سموه تاريخ بدايات اجتهادات المثقفين والكُتّاب في أوروبا والتي ساهمت في إحداث بعض التغييرات الهامة والتي كانت بداية تفعيل أدوار المثقفين في أوروبا بكاملها.
البداية في بريطانيا
واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته معنى الثقافة، التي اعتبرها التمكن والتمكين في العلوم والآداب والفنون، ثم سرد تاريخ تأثير المثقفين والكُتاب في المجتمعات، حيث كانت البداية في بريطانيا عام 1613م مع ظهور الكاتب الكبير وليام شكسبير والذي أحدثت أعماله الأدبية في المسرح والرواية ضجةً كبيرة، واستمر الحال في تميز إنجلترا عن بقية أوروبا في النهضة الثقافية إلى حوالي قرن من الزمن مع ظهور العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، وهو القرن الذي سميّ قرن الأنوار والذي هو ضد الظلمات، التي كانت أوروبا تعانيها، ومن هنا بدأت مختلف الشعوب الأوروبية تتحرك نحو العلوم والثقافة والفنون متأثرة بإنجلترا، حيث ظهر مجموعة من الفلاسفة الفرنسيون من أمثال ديدرو وجاك جاك روسو، وغيرهم والذين واجهوا عدم تجاوب المجتمع مع ما يطرحونه حتى حادثة شخص فرنسي يدعى دريفوس والذي كتب مقالاً في صحيفة الفجر الباريسية انتقد فيها بعض السياسات، مما أدى إلى اعتقاله ونفيه خارج البلاد، ثم جاء الصحفي والكاتب الفرنسي ايميل زولا، وكتب مقالاً في صحيفته يدافع عن دريفوس، ويطالب بإلغاء الحكم عليه، وكأنه فتح الباب لتحريك قوة المثقفين الذين شكلوا رأياً عاماً حتى تم الإفراج عن دريفوس وتبرئته من تهمة التجسس، ليصبح للمثقفين قوة كبيرة. وأطلق على إيميل زولا لقب «الكاتب الملتزم»، وسُميّت تلك السنوات بالعهد الجميل، حيث بدأ انتشار الثقافة عبر الكتابات الملتزمة، وحركة المسارح ودور السينما والمهرجانات ليكون هناك اكتمال ثقافي في جميع بنوده العلمية والثقافية والفنية والأكاديمية.

تاريخ فرنسا
ضرب صاحب السمو حاكم الشارقة مثالاً آخر على دور المثقفين الكبير في تاريخ فرنسا، حيث أسهموا في تغيير نمط ونهج جامعة السوربون من جامعة تدرس الدين فقط إلى جامعة تقدم مختلف العلوم والآداب، وقال سموه: إذاً نحن أمام قوة مجتمعية تُغيّر في المجتمع وهم المثقفون.
بناء الإنسان
من جانبه، ألقى الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كلمة ثمّن فيها حضور وتشريف ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة للحفل، وحديثه مع أبنائه من الكتّاب والأدباء الذي يُشكّل جزءاً من منظومته القيادية الحريصة على بناء الإنسان، وهويته ومداركه المعرفية، لافتاً إلى أن تخصيص يوم للكاتب الإماراتي يُعد ظاهرة حضارية مهمة في تاريخ اهتمام الوطن بالثقافة ودعمه المحتوى الإبداعي والفكري. وتناول العميمي تاريخ قيام اتحاد الكتاب والأدباء، واهتمام الدولة الكبير بالجانب الثقافي وأصحاب الكلمة من المبدعين، والدعم غير المحدود من صاحب السمو حاكم الشارقة للاتحاد والإسهامات القيّمة التي قدمها سموه لتطوير حركة الكتابة والنشر والتأليف.
دعم المواهب
قال العميمي: أربعون عاماً مضت على تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي وضع نصب عينيه منذ تأسيسه المساهمة في خدمة الساحة الثقافية الإماراتية، ودعم الكتّاب والأدباء في الإمارات، لإبراز أصواتهم، واكتشاف الموهوبين ودعمهم، متمسكاً في ذلك بلغته العربية الأم، ومحافظاً على إنتاجه الكتابي والفكري ذي المستوى والمحتوى الهادف. ولفت العميمي إلى مسيرة الاتحاد والحراك الثقافي في الدولة وتطورها ورعاية الدولة والقيادة الرشيدة لها لتعزيز وترسيخ الحركة الأدبية والمعرفية، ودعم الكلمة والكِتاب والكُتّاب، حيث تُوّج ذلك بتأسيس اتحاد الكتاب في السادس والعشرين من مايو 1984، ومن قبله تأسيس معارض الكتب، وعدد من المؤسسات الثقافية المتخصصة، والتي أسهمت جميعها في ثقافي متواصل.
مسيرة حضارية
اختتم رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كلمته متناولاً جهود ومشاركات رؤساء الاتحاد السابقين ممن حملوا راية الكتابة باكراً وتركوا إرثاً قيّماً، مشيراً إلى أن الاتحاد يمضي بخطى ثابتة نحو الإسهام الثقافي والإنساني في المسيرة الحضارية للوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©