الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون: «يوم الكاتب الإماراتي».. تكريمٌ هو الأجمل

مبدعون: «يوم الكاتب الإماراتي».. تكريمٌ هو الأجمل
23 مايو 2024 01:03

سعد عبد الراضي - فاطمة عطفة (أبوظبي)         

يحتفي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في يوم الكاتب الإماراتي الذي يوافق 26 من شهر مايو من كل عام، بثمرات 40 عاماً من الإبداع، وتم اختيار يوم السادس والعشرين من مايو كل عام لكونه يوماً استثنائياً بالنسبة للمبدعين، حيث تأسس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في ذات اليوم عام 1984، ليكون مظلة للمبدعين والمبدعات من المواطنين والمقيمين، وقد شهدت بدايات التأسيس وهجاً ثقافياً ملهماً للأجيال؛ نظراً لوجود عدد كبير من جيل الرواد، والجيل الشاب في ذلك الوقت، مما أضفى على المشهد الثقافي في الدولة أجواء مناسبة لبناء مستقبل ثقافي كان واعداً وأصبح رائداً ومتطوراً.
«الاتحاد» استطلعت آراء مجموعة من أعضاء هذا الصرح الثقافي المشع، حول تأثيره في المشهد الثقافي الإماراتي والتطلعات والآمال التي يرجونها، سواء من الذين عاصروا مرحلة التأسيس، أو من الأجيال التي تلت هذه الفترة المهمة من رحلة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
في البداية، يقول الروائي الكبير علي أبو الريش: إن اتحاد الكتاب هو منبرنا وهو صوتنا، وهو بيتنا وهو المكان الذي تزدهر فيه كلمتنا، وهو المنطقة التي تخضر فيه حقولنا وتفيض فيها جداولنا، وهو الرواية التي تكتمل فيها فصول وعينا، وهو القصيدة التي ندوزن من خلالها بحور إدراكنا، وهو الأبجدية التي بها تنضج لغتنا، وهو المعجم الذي من معينه نستلهم بلاغتنا، وهو الجسر الذي من خلاله نصل إلى العالم، وبه نفتح عيوننا على المدى الإبداعي.
وأضاف: اتحاد الكتاب خيمتنا التي تحت سقفها يلتئم مستقبل كتابنا، وهو الذي يمنحنا الطمأنينة على مستقبل أجيال الكتاب، ويزيد من ثقتنا هذه وجود إدارة حريصة على التواصل مع الجميع؛ لأن الاتحاد بيت الجميع، وكل ما نتمناه أن يعي الكل دور الاتحاد ورسالته الإنسانية. وتابع: أتمنى من إخوتنا وأحبائنا أن يكونوا على قدر المسؤولية لهذا الصرح الثقافي المهم.
ويقول أبوالريش: يوم الكاتب الإماراتي تمطر فيه السماء بلاغة والغيمة تخيط عباءة الأرض من مخمل الحب، وتبلغ فيه النجمة سقف النبوغ في رواية تسجل للتاريخ ما تقدمه العقول من إبداع، وما تنسجه القلوب من ألحان ترتب مشاعر الناس وتحقق طموحاتهم وتلبي أهداف عشاق الكلمة الذين يقفون عند جداول الزمن، هاتفين اللهم احفظ هذا الوطن واجعله خير فصل من فصول الزمن وأجمل محطة من محطات التاريخ، وأكثر بريقاً في مرآة الحضارة الإنسانية. 

لحظة فارقة
من جانبه، يقول الشاعر عادل خزام: ‏إنه يوم مهم في تاريخ الثقافة الإماراتية، ذلك لأن لحظة تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كانت فارقة، حيث شهدت بداية الثمانينيات زخماً ثقافيا كبيراً، وصرنا نحتاج إلى مظلة يجتمع تحتها المبدعون والمبدعات، من شرائح وتيارات الأدب والثقافة كافة التي بدأت تنفتح آنذاك على تجارب جديدة بأصوات شابة متأثرة بوهج التجديد، المنطلق من روح الثقافة العربية، منها على سبيل المثال تجارب ومشاريع القصة القصيرة وقصائد النثر، إضافة إلى قصائد التفعيلة والعمود الشعري والكتابة المسرحية والرواية. ومن هذا المنطلق، فإن اختيار السادس والعشرين من مايو للاحتفال بيوم الكاتب الإماراتي يحتم علينا أن نحتفل به عن طريق تعزيز حوارنا الثقافي ومراجعة المنجز الذي تحقق على مدى 40 عاماً وأكثر. 
وأضاف خزام: اليوم لدينا الكثير من الأسماء الأدبية من أصحاب التجارب الراسخة والناضجة على صعيد الإنتاج الأدبي الغزير، وكذلك على صعيد المضامين التي تحمل الإبداع المختلف في الأجناس الأدبية كافة والنقد والإعلام وتابع: إن حضور الكاتب الإماراتي اليوم صار كبيراً على مستوى التأثير، بما يحمله من نضج فني وقدرة على التخطيط للمستقبل بروح التجريب والمغامرة وطرح أفكار أدبية وكتابية مبتكرة من الناحية الفنية والجمالية والفلسفية أيضاً.
ويقول الشاعر والباحث خالد البدور: من خلال الكتابة صعد الإنسان قمم الحكمة، وعبر محيطات الجهل، ليصل إلى شواطئ المعرفة. الكاتب مُنجّمٌ يحفر الأعماق ليأتي لنا بالجواهر، وصائغ يحول الأفكار إلى مضامين ودلالات من ذهب، ذات قيمة، تجعل لحياتنا معاني نبيلة وأهدافاً سامية. اختيار يوم للاحتفاء بالكاتب الإماراتي يأتي توكيداً على مثل هذا الدور التأسيسي الذي يلعبه كتّاب الإمارات، وتكريم لا بد منه لما يقدمونه من نتاج معرفي وثقافي، وقد جاء ذلك بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات باختيار هذا اليوم للكاتب الإماراتي استمراراً لجهوده وجهود الشارقة المتميزة في دعم ورعاية الكاتب والكتاب الإماراتي.
كذلك فإن الدور الهام الذي يلعبه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كمؤسسة حاضنة للكتاب والمبدعين في الإمارات، منذ مطلع الثمانينات، يعكس أهمية ومكانة هذه المؤسسة الثقافية. 

دعم الأديبات
من جانبها، تقول الشاعرة والباحثة شيخة الجابري، عضوة مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، المسؤول الثقافي، ورئيسة الهيئة الإدارية فرع أبوظبي: هذا اليوم هو يوم التكريم الذي يحظى به ابن الإمارات في وطنٍ يؤمن بالإبداع والمبدعين، هذا الوطن الذي قدّم الكثير من الدعم والاهتمام، وهو اليوم الذي أراد له صاحب المكرمات، وخاصة الثقافية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ووالدنا الروحي ومعلمنا الذي أراد لهذا الاتحاد وللكاتب الإماراتي أن يكونا في المقدمة وعلى رأس الاهتمام؛ لذا يأتي دعمه الكبير والمستمر لأعمال وأنشطة الاتحاد الذي بدوره يسعى إلى تحريك الفعل الثقافي في الدولة من خلال أبنائها المبدعين، وفي دورة عامين كنتُ فيها عضوة مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والمسؤول الثقافي الذي يضع البرامج والفعاليات بالتعاون مع اللجنة الثقافية حرصنا على أن يكون المبدع الإماراتي حاضراً وبقوة في أنشطتنا في كافة فروع الاتحاد، كما أن لجنة النشر تقوم بدور كبير في تشجيع الكُتاب الإماراتيين على الحضور الدائم، من خلال نشر الإنتاج الأدبي وتوزيعه، أضف إلى ذلك الحضور الدولي المشرف لأبناء الإمارات أعضاء الاتحاد الذين يشاركون في الأسابيع الثقافية التي تنظمها الهيئة العامة للكتاب في الشارقة كشعراء ونقاد وكتاب قصة، وكذلك الإعلان عن عودة جائزة غانم غباش للقصة القصيرة كل ذلك يحقق المعادلة الأجمل ونحن نحتفل بيوم الكاتب الإماراتي.
التهاني الصادقة أنقلها لكل مشتغل على الكتابة بصنوفها كافة، ونؤكد أن أبواب اتحاد الكتاب وقلبه مشرعات للجميع محبة وتقديراً واهتماماً.
من ناحيتها، تلفت الشاعرة مريم المزروعي النظر إلى دور المرأة في اتحاد الكتاب، وأهمية حضورها الإبداعي والثقافي في المنتديات الأدبية، مؤكدة أن دعم اتحاد الكتاب للمرأة الإماراتية بدأ من خلال مشاركتها الأديبة المتميزة في الفعاليات والندوات التي أقامها منذ تأسيسه في مطلع الثمانينيات حتى يومنا هذا.
كما شاركت المرأة الإماراتية المبدعة  عبر منصة الاتحاد في تمثيل الإمارات في المحافل الدولية.

إنجازات كبيرة
تقول الروائية فاطمة المزروعي: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يعتبر من أقدم الاتحادات الأدبية على مستوى الخليج، حيث يجمع المثقفين على اختلاف جنسياتهم، وقد استطاع تحقيق إنجازات كبيرة على الصعيدين المحلي والعربي، واهتم بنشر الكثير من الإصدارات الأدبية المهمة في تاريخ الإمارات الثقافي، وترجمت العديد من الكتب لأعضاء الاتحاد، وأصدر الاتحاد دوريات ومجلات عدة، منها: «شؤون أدبية»، «قاف»، «بيت السرد»، «دراسات» وغيرها، إضافة إلى مسابقة غانم غباش للقصة القصيرة، ومسابقة جمعة الفيروز للقصة القصيرة، وإقامة العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والورش المتخصصة في مجال الأدب، وتم إنشاء عدد من النوادي الأدبية التي تخدم الشأن الثقافي وتصب في مصلحة الارتقاء بالأدب والكلمة، مثل «نادي القصة» و«نادي الشعر» و«نادي النقد»، إلى جانب المشاركات الخارجية في المعارض الدولية المتمثلة في استعراض التجارب الإماراتية.

دور ريادي
تؤكد الكاتبة السورية د. مانيا سويد على الدور الريادي لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، سواء بالنسبة للأدباء المواطنين أو الأدباء العرب المقيمين في الإمارات، مضيفة أن له مجالاً إبداعياً واسعاً في التوجيه لصقل مواهب الهواة والمبتدئين، وهي تأمل أن يستمر بدوره النشط ليسهم في تصدير طاقات فكرية متجددة، كما تتمنى أن يخصص الاتحاد لجنة من أعضائه لزيارة المؤسسات التعليمية وجذب كتاب يافعين إلى ندواته، وإيجاد أساليب مبتكرة ومعاصرة لاستقطابهم. 
وتشير الكاتبة مها بوحليقة إلى أن تجربتها مع الاتحاد كانت ناجحة وسلسة، حيث قام بإصدار مجموعتها القصصية الأولى: «معادلة من الدرجة الأولى بمجهولين»، وهي تتطلع إلى مستوى أفضل في مجال قنوات التوزيع.
وترى أن الاتحاد يمتاز بعقد ندوات أدبية دورية سواء في مقاره، أو في أجنحته المشاركة في معارض الكتب المحلية والدولية، وهي ندوات في مجال الشعر والرواية والنقد الأدبي وغيرها من فنون الأدب والمعرفة، ويمتاز بضيوف وحضور نوعي، مؤكدة أن الحوار المهني ترس أساسي في تطوير، وإثراء وتقويم التجارب ودعمها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©