محمد عبدالسميع (الشارقة)
«مجرد كلمة (مشغول) توحي بعدم التفرّغ، وبالتالي إعطاء صاحب الانشغال العذر في أن ينقطع اتصاله بمن حوله، ولكنّ هذا الانشغال لا يجوز أن يطبّق في عائلاتنا ومع أبنائنا؛ لأنّ لهذه اللفظة آثارها المؤلمة على نفسيتهم وحاجتهم إليها، وخاصة في المراحل العمرية الحرجة التي يحتاجون معها إلى من يسمعهم، ويعلي من شأنهم وذاتهم الإبداعية في المستقبل».
من هذا المنظور، تناول كتاب «أنا مشغول» للكاتبة الإماراتية مريم المهيري، هذا المجال، معربةً عن أسفها لأن لا نجد فسحةً لأطفالنا، بقولها «العالم مشغول، الكل مشغول، ولكن، عندما ينادي عليك طفلك، هل أنت مشغول؟!».
تقول المهيري «إنّ من أهم ما يمنح الكاتب الأفكار والتجليات هو الثقافة والاطلاع وقراءة الواقع»؛ ولذلك فهي تعتمد انتقائيةً مدروسةً في قراءة أهمّ الأعمال اللافتة والمفيدة، ذاكرةً كتاب «الذبابة التي أنهت الحرب»، من تأليف الكاتب الآيسلندي برنس بيور فينز دوتر، وكذلك كتاب «الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفاً»، لمؤلفته إيناس سمر، كما تعكف المهيري حالياً على قراءة كتاب «ما لا تستطيع والدتك إخبارك به ولم يعرفه والدك»، لمؤلفه الدكتور جون جراي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة».
تؤكد المهيري أنّ معارض الكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة ذات أثر كبير على الجمهور بشرائحهم العمرية والثقافية كافة، وأنّ للطفل نصيباً من معروضات وأجنحة هذه المعارض، كما في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان العين للكتاب.
وبخصوص تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الشباب، ترى المهيري أنّ هذه الوسائل لها دور في ترويج الكتب وعرضها إلكترونياً للقراء والشباب، وفي رفع نسبة القراءة والتصفح.
وعن أهمية ثقافة الشباب وحفزهم على القراءة، تقول «إنّ من المهم أن يعرف الشباب ما يريدون قراءته ضمن خطة انتقائية مدروسة، باعتبار المكتبة القرائية في كلّ العالم فيها الجيد وغير النافع من الكتب والمؤلفات».
كما تؤكد المهيري الدور الحقيقي للنقد في توجيه الكتّاب والأخذ بأيديهم، دون مغالاة في تثبيط الجهود أو قتل الرغبة بالإبداع، وعن طموحاتها تقول إنها تطمح إلى دخول عالم التوثيق في أفلام قصيرة ضمن فريق عمل، لروعة هذا الحقل وأهميته، وتأثيره المجتمعي.
وتقول المهيري، إنّ المواهب ربما تزدحم على ذهن الأبناء، ذاكرةً أنها اهتمت في صغرها بموهبة الرسم، ثم اكتشفت أنها متفاعلة مع حقل الرسوم المتحركة وأبعاده التكنولوجية.
كما تدعو إلى التركيز على الهواية باعتبارها أول الإبداع، في ظل وجود تفهم أسري، كما في عائلتها التي عارضت في السابق دراستها لفن «الأنيميشن» لعدم وجود فرصة عمل لهذا التخصص، ثم كان الاقتناع أخيراً بأهمية الموهبة في تغذية حقول الإبداع وفنونه، فكان أن تخرجت في كلية التقنية العليا في تخصص الرسوم المتحركة، وتدربت في المنطقة الإعلامية بأبوظبي، وعملت لدى تطبيق «لمسة» لتطوير مهارات التعليم اللغوية والإبداعية.