محمد نجيم (الرباط)
كتاب جديد اغتنت به المكتبة العربية، وهو كتاب «الإنسان الرقمي في مرايا الحداثة»، ترجمة الأكاديمي المغربي الدكتور عبدالرحمن إكيدر. في هذا الكتاب الذي نقرأ فيه ترجمات لسبعة عشر مقالاً لأبرز المفكرين والباحثين المعاصرين، وعرض وجهات نظرهم من منظورات متنوعة، نفسية واجتماعية وفلسفية وأدبية، وكلها تكشف عن مدى المخاطر، والآفات التي تحدق بمستقبل الإنسان الذي تحول إلى كائن رقمي يعيش حياة الغربة والاستلاب، والإحساس بالإخفاق والقلق والملل، حيث عجزت ذاته عن أن تكون فاعلة، وأن تصغي لعواطفها. ولا تكتفي هذه المقالات برصد هذه المخاطر فحسب، بل تحاول أن تقدم في الآن نفسه، مقترحات لتجاوز مفارقات الحداثة وتداعياتها، داعية هذا الإنسان إلى العودة إلى روح إنسانيته، وابتكار نموذج للعلاقات يعتمد بشكل أكبر على الاحترام والتواصل والتعايش، وقبول الآخر والتنوع الثقافي.
ويقول المترجم في مقدمة الكتاب: «لقد تجرد الإنسان الرقمي من إنسانيته وأصبح يبتعد يوماً بعد يوم من المشترك، وتراجع النفس الاجتماعي والقِيَمي، وتزايد الفتور في علاقاته الاجتماعية، وهذا ما تكشف عنه مثلاً بعض الظواهر، كضعف الدفء الأسري، واتساع الهوة في علاقة الآباء مع أبنائهم».