السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مارسيل بوازار.. رائد الاستشراق العلمي وإنسانية الإسلام

مارسيل بوازار.. رائد الاستشراق العلمي وإنسانية الإسلام
1 ابريل 2024 02:03

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

يعد المستشرق الفرنسي مارسيل بوازار أحد أهم المستشرقين الذين كتبوا عن الدين الإسلامي في القرن الماضي  بإنصاف، رغم أنه  من الذين كانت أهدافهم الاستشراقية علمية بحتة، ويعتبر كتابه «إنسانية الإسلام»، الذي يقع في 439 صفحة أحد الكتب المهمة التي تدلل على هذا الإنصاف، وبوازار أكاديمي دفعته إقامته لأكثر من 12 عاماً في دول عربية وإسلامية إلى كتابة العديد من الأبحاث والمؤلفات التي تضعه ضمن الأكاديميين الغربيين الذين كتبوا عن الإسلام بشكل علمي لا نقص فيه ولا مغالاة.
والاستشراق العلمي، الذي يصنف بوازار ضمن من رواده، يضم 476 مستشرقاً كان هدفهم هو الوصول إلى المعرفة العلمية عن الشرق بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة، مدفوعين بالأسس المتعارف عليها في البحث العلمي بعيداً عن الميول الخاصة، ويعد بوازار أحد أشهر هذه الفئة مع المستشرق النمساوي جلازر، واشتيفاد فيلد، وغيرهم، حيث لم يظهر في كتاباتهم أي تحامل أو تعصب بل قدموا آراءهم وفق النظام العلمي الذي لا تتحكم فيه الأهواء.
يقول بوازار في كتابه إنسانية الإسلام: «لا شكَّ في أن الوحي الدِّيني قد ظهَر في منطقة الشرق الأوسط، مهدِ ديانات التوحيد الثلاث، ولعل الإسلام يُعتَبَر هو التجلي الأخير والأكمل للحضارة في هذه المنطقة في العالم، ولقد نفَذت أفكارُه إلى أوروبا وآسيا، باللغة العربية عبر البحر الأبيض المتوسط، وفوق جبال البرانس. والإسلام باعتباره ديناً، وَفْقَ المعاني الاشتقاقية الثلاث لكلمة الدِّين في اللغة الفرنسية، فإنه يقتضي - من ناحية - اختياراً تطوعيّاً، أو اختياراً حرّاً بالخضوع إلى شريعة، وإلى قواعد للأخلاق، وممارسة الشعائر». ويتضح من هذا النص أن معايشة بوازار المسلمين والعرب لأكثر من 12 عاماً، كانت صادقة وناقلة لواقع حقيقي.
ولأن دراسة واقع المرأة يعد دائماً عند المستشرقين باباً يستطيعون من خلاله إبراز القيم الإنسانية للمجتمع العربي والدين الإسلامي، فإن بوزار قدم صورة حقيقية لنظرة الإسلام للمرأة .
ومن أقواله عن المرأة في الإسلام: «كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية في ظل الخلافة الأموية بإسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة في الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد للسيدة للفوز بالحظوة لديها، إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوروبا عبر إسبانيا احترام المرأة». ويقول أيضاً: «إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء». 
ويقول كذلك: «لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل... والعقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظاً للتقليل من احترامها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©