بول لينش: الرواية تأخذنا إلى الظلمة العميقة في تجربتنا الإنسانية

نوف الموسى (دبي)

أخبار ذات صلة

الإمارات تطلق منصة "اعرف عميلك" الرقمية لتقديم بيانات شاملة ودقيقة في التعاملات المالية

الطقس المتوقع في الإمارات غداً

في جلسة نقاشية، ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، مساء أول من أمس، بفندق انتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، أكد الكاتب الإيرلندي بول لينش الحائز جائزة «البوكر الإنجليزية» لعام 2023 عن روايته «أغنية النبي»، أن الرواية كفن صممت للإمساك بيد القارئ، والذهاب به إلى تلك الظلمة العميقة في تجربتنا الإنسانية، وتدعه يرى الأحداث وتسلسلها بأمان كامل، دونما أن تتركه تلك الجمل الطويلة في الرواية، تائهاً بارتباك أو إرهاب اتجاه شيء معين، بل على العكس، إنها محاولة لمجالسة كل تلك المخاوف، والإبداع في تشكيل أو وضع هيئة مادية وشعورية لما يدور في خلفية الأحداث، مبيناً أنه على المستوى الشخصي، لطالما سعى أن يطفئ صوته الداخلي، فعندما كان في العشرينيات من عمره ذهب للعمل في مجال الموسيقى والأعمال الحرة المرتبطة بالصحف الوطنية، متجنباً حقيقية أن عليه أن يكتب في الأدب الروائي، إلى أن جاء في يوم شعر كيف أن ما بداخله سيدمره، يقصد بها المسؤولية الإبداعية غير المستخدمة في موقعها الصحيح، وإذ به ينصت للحكمة الداخلية، بأنه يحتاج أن يكتب رواية أدبية، ومنها يعي الكاتب بول لينش، أن إيصال الإنسان لذاته الحقيقية واكتشافه لنفسه يستدعي تلك الشاعرية والمدخلات اللانهائية من قبل اللاوعي، الذي بدأ يتواصل معه من خلال تأملات مستمرة، وتابع بقوله: «هناك الكثيرون اليوم، يهتمون بمسألة مراقبة اللاوعي الإنساني وإمكانياته في تكوين الحياة، فهو حاضر في العديد من العلوم والأديان والثقافات بمختلف المسميات، ممثلاً في اعتقادي ما هو أعلى وأسمى من حياتنا اليومية الاعتيادية، وبالنسبة لي فإن التأمل المستمر له قادر على إيصالنا لذواتنا الحقيقية».

خريطة أدبية
جاءت اللحظة الأخاذة في الجلسة النقاشية للكاتب بول لينش، بإدارة كريس برادلي، وهو يصور ما يمكن تسميته بخريطة أدبية للاجئين في العالم، في كيف أننا جميعنا نحاول أن نعطي معنى لحياتنا، من خلال أن نُعرف الحقيقة، إلا أننا نكتشف في كل مرة، أننا لا نعرف شيئاًِ على الإطلاق، وأن هناك وهماً عاماً يسيطر على الكيفية التي نبني من خلالها حيواتنا، خاصةً مع نقاشاتنا الدائمة حول البنى الاجتماعية التي تحيط بنا، فأنت تولد وسط حالة من اليقين بالأشياء وهو ما يجعلنا أحياناً نتوقف عن السؤال، مثلما هي نشرة الأخبار التي نستمع إليها أثناء تناول العشاء، مئات الأحداث تعبر في تلك اللحظة الحميمة الدافئة أي وقت العشاء، وبالطبع ستترجم من نفسها بشكل لا واعي عبر مدخلات نعتقد أننا ندركها، ولكنها في الحقيقة لها فعل خاص بها يجتاحنا، لا نملك له شكلاً واضحاً من الإدراك والفهم، وهنا تأتي الرواية بوصفها بحثاً جوهرياً في تلك المدخلات الحية وعلاقتها بتاريخ الفرد وارتباطه بالحياة ككل.