شعبان بلال (القاهرة)
شهد عام 2023 تألق العديد من الأعمال الروائية اللافتة التي تنافست على الجوائز العربية المرموقة، بعدما أبدع كتابها من حيث الأفكار، وأساليب السرد والشخصيات وفئات الروايات بين الشاعرية والسيرية والتاريخية، لتجذب أنظار النقاد والقراء.
جائزة الشيخ زايد للكتاب
حصلت السيرة الذاتية «إلى أين أيتها القصيدة؟» في مايو الماضي على جائزة الشيخ زايد للكتاب -فرع الآداب- بعد أن قدم كاتبها الشاعر العراقي علي جعفر العلاق تجربة جديدة تتسم بالانفتاح على الآخر، عبر لغة رفيعة بين السردية والشعرية.
ويسلط الكاتب الضوء، من خلال كتابه، على علاقة الشاعر بقصيدته، ويتفاعل مع الواقع الثقافي العراقي والعربي على امتداد نصف قرن، بطريقة تنسجم مع تقنيات فن السيرة الذاتية ويضم نصوصاً شعرية له ولغيره تسهم في بناء عمل متميز ذي طبيعة متفردة.
وحصد سعيد خطيبي جائزة -فرع المؤلف الشاب- عن روايته «نهاية الصحراء» بأصالة أسلوبها وتقنية السرد الروائي المثيرة، حيث يتم ترتيب وتصاعد الأحداث بطريقة مشوقة، وتنتمي إلى نوعية الرواية البوليسية التاريخية النادرة في الأدب العربي المعاصر، وتخاطب جيل الشباب ويتميز النص باللغة السردية المتقنة المتدفقة دون انقطاع أو إملال للقارئ.
البوكر العربية
حصلت رواية «تغريبة القافر» للروائي العُماني زهران القاسمي على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في دورتها الـ16 بأبوظبي، ليصبح بذلك أول عُماني يحصل على الجائزة، وتدور أحداثها في قرية بعالم تحكمه المياه، بين حفر الأفلاج في القرى العمانية، وولادة أسطورية مفعمة بالإبداع.
وتمتزج في الرواية عناصر الجفاف والمياه والخصب وتناقش تفاصيل حياة القرية العُمانية، بما تضمه من عناصر وسكان، حيث تمكّن الكاتب ببراعة من استخدام الصور التعبيرية والجمالية، مستفيداً من موهبته كشاعر، ونجح في صياغة الجمل بأسلوب ساحر في أعماله، سواء كانت شعرية أو نثرية.
وفي حديث لـ«الاتحاد»، قال القاسمي إنه اعتمد على الشعر وسيلة سردية وقام بكتابة بعض المقاطع كقصائد منفصلة داخل الرواية، ويرى أن الشعر يشكل أساساً لأعماله، ويجب أن يكون له حضور بارز في العمل الأدبي.
جائزة «كتارا»
وفي جائزة كتارا للرواية العربية 2023 اعتلت 3 روايات منصة التتويج، الأولى هي رواية «الجمعية السرية للمواطنين» للكاتب أشرف العشماوي، ويطرح فيها أسئلة حول قيمة الحقيقة وتأثير الزيف على بعض المجتمعات المهمشة التي تكافح من أجل البقاء، عبر سرد شائق لبدايات مليئة بالآمال ونهايات مرتبكة.
والرواية الثانية «أنت تشرق أنت تضيء» للكاتبة رشا عدلي التي تمتزج فيها أحداثاً تاريخية بفنون العمارة عبر الشخصيات وتدور في حقبة تاريخية بمدينة الفيوم المصرية، وتروي قصة الوجوه القديمة التي رُسمت على توابيت تم اكتشافها في مصر والمصنفة كأول لوحات زيتية رسمت بأسلوب فني حديث.
والرواية الثالثة «الحرب» للكاتب محمد اليحيائي وتتناول العديد من المواضيع المرتبطة بتاريخ الماضي والحاضر لسلطنة عمان، وتسلط الضوء على التحولات التي شهدتها البلاد منذ عام 1913 وحتى عام 1975 من خلال قصص متنوعة لمجموعة من العُمانيين لكل منهم حكايته مع الحياة ومباهجها وتقلباتها.
جائزة الطيب صالح
تتجاوز رواية «الخروج من البئر» للكاتبة علياء هيكل الحدود المحلية وتأخذ أبطالها في رحلة عبر مجموعة متنوعة من الدول، لتصعد بكاتبتها إلى منصة التتويج بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في فبراير الماضي، وتقدم الكاتبة صورة شاملة للعالم، من خلال منظورها الشخصي، وتعمل على استكشاف القيم الإنسانية التي لا تتأثر بتغير الأماكن، ومن هذه الزاوية، تسلك طريقها في عالم الأدب.
وفي فرع القصة القصيرة من الجائزة نفسها فاز العراقي ميثم هاشم طاهر عن مجموعته القصصية «وشام النمور»، وتضم 15 قصة حيث يقع كل حدث في قاعة الانتظار بعيادة طبية، وتتناول القصص تجارب متنوعة للشخصيات تمزج بين الحب والحزن في عوالم مجازية مفعمة بالتشويق.
جائزة السلطان قابوس
ذهبت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب 2023 إلى الروائي الجزائري واسيني الأعرج في مجال الرواية تقديراً لإبداعاته الأدبية من بين 116 مرشحاً للجائزة، وقد قدّم أعمالاً روائية مميزة على مدى سنوات مديدة باللغتين العربية والفرنسية، أبرزها طوق الياسمين، وأنثى السراب، ونساء كازانوفا والبيت الأندلسي، إضافة إلى مؤلفات أخرى.