الشارقة (وام)
أضافت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» موقعي «مليحة الأثري» و«حصن وفلج الذيد» في إمارة الشارقة إلى لائحة التراث في العالم الإسلامي، وذلك في إنجاز ثقافي جديد للإمارة ودورها التاريخي المتميز.
وكانت هيئة الشارقة للآثار أنجزت ملف ترشيح متكاملاً لموقع مليحة الأثري تحت عنوان «مليحة: فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية»، تناول الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية للموقع، إضافة إلى العناصر المعمارية الأثرية التي ظهرت خلال عمليات التنقيب المستمرة ومقتنياته المكتشفة وتقارير حالة صونها والمحافظة عليها.
ويستند إدراج موقع مليحة الأثري على هذه اللائحة نسبة إلى ما تمثله مدينة مليحة في فترة ما قبل الإسلام من ذروة الحضارة القديمة في هذه المنطقة، والتي امتد تأثيرها الثقافي من القرن الثالث قبل الميلاد، وحتى الثالث الميلادي.
وفي سياق متصل، نجحت هيئة تنفيذ المبادرات في إمارة الشارقة «مبادرة»، بالتعاون مع هيئة الشارقة للآثار في ترشيح وتسجيل «حصن وفلج الذيد» على لائحة الإيسيسكو. وكانت «مبادرة» قد قامت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عام 2017، بالتعاون مع «الشارقة للآثار» بترميم مبنى حصن الذيد والفلج، وذلك لما في مدينة الذيد من شواهد تاريخية أصيلة، ومواقع أثرية لها دلالات على إرث وصفات أهل المنطقة وما شهدته من أحداث.
ويأتي إدراج حصن وفلج الذيد لما يمثله نظام الأفلاج والشريعة من أهمية أثرية واقتصادية في مدينة الذيد، حيث يعتبر الفلج أحد أقدم الشواهد الأثرية على الحياة في المدينة، ويمتاز بالتقنيات الهندسية القديمة التي تضمن الاستدامة والعدل في توزيع الموارد المائية على أبناء المجتمع المحلي، وخدمة القوافل التجارية التي كانت تمر بالمدينة، نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين المدن، ولوجود العناصر الدفاعية للحماية كحصن الذيد الذي يعتبر شاهداً على تاريخ المدينة العريق، والذي كان واحداً من أهم مقومات أمن وسلامة سكانها وطرق القوافل التجارية.