السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الموسيقى.. لغة عالمية في إشاعة الحب والسلام

مشهد من العرض المسرحي (من المصدر)
11 ديسمبر 2023 01:33

محمد عبدالسميع (الشارقة)

هل يمكن أن يكون الفنّ عاملاً في القضاء على النزاعات ومشاعر الكره أو الحرب؟ مسرحية «أولاد العالية» الموريتانية، التي عُرضت ضمن مهرجان الشارقة السابع للمسرح الصحراوي، ليلة السبت في منطقة الكهيف الصحراوية، تجيب عن هذا السؤال عبر حكاية مشوقة ضاجة بالأحداث والأشعار.
قامت المسرحية، التي ألفها وأخرجها الفنان الموريتاني سلي عبد الفتاح، على ثيمة كلاسيكية معروفة في صراعات القبائل ونزاعاتها ونهايتها النمطية في الفرح بالتصالح أخيراً، لكنّ العمل استطاع أن يضيف إلى هذه الفكرة المطروحة أساساً بوصفها موضوعاً تقليدياً، فكرةً جديدةً ونوعية ذات مغزى، هي دور الموسيقى باعتبارها نوعاً مهمّاً من أنواع الفنون، ولغة عالمية في إشاعة الحب والتوادّ والسلام بين المتنازعين.
دار العمل حول نزاعات قبيلتين، ومحاولة كل قبيلة الفوز والتصدي للأخرى، ولأنّ الخيل في زمن المسرحية (بدايات القرن التاسع عشر في شنقيط) كانت عاملاً حاسماً في ذلك، فقد نسج الكاتب خيوطه على أن تكلّف إحدى القبيلتين أحد أفرادها «عمر الأبيلي» بسرقة فرس القبيلة الأخرى، كفرس مشهورة بالسبق، ولها رمزية في سرعتها ومهارتها وتفاديها الرصاص.
وكشخصية محورية في المسرحية، اشتملت صفات «عمر الأبيلي»، على حضوره الواثق والشجاع وميزاته الأخرى في الشعر والموسيقى، ليؤدي دور الحكواتي الفنان المتجول بآلة «التيدينيت»، وحسب مجريات العرض، فإنه يفوز برضا وصداقة أمير القبيلة الأخرى التي تكتشف أمره أثناء سرقة الفرس السبوق. ووسط تكهنات بقتله أو إعدامه، جاءت النهاية الرائعة في أنّ الموسيقى شفعت لصاحبها عند الأمير الذي استذكر مقدرة الرجل في شعره وموسيقاه وإقدامه وشجاعته، فقرر إعطاءه الفرس عن طيب خاطر، ليعطي بذلك فرصة في السلم بين القبيلتين والتصالح المبني على الأخوّة بدلاً من النزاع. وقد أضفى على العمل روح المكان وطبيعته، كمكان مناسب للعرض والحوارات الجميلة ما بين الشعر والإنشاد والموسيقى، إضافةً إلى جملة الحِكَم والأمثال والحكايات المبثوثة التي تضمّنتها الأحداث.
أما الموسيقى، فقد كان لها دورها المرسوم كقيمة رئيسة استند إليها العمل الذي اشتمل على أزياء ناسبت البيئة الصحراوية بكل ما جرى على مسرحها من أداء تمثيلي وسينوغرافيا ملائمة كفرجة مسرحية، وسط رضا الجمهور وإعجابهم بمجريات العرض ومفاصله ونهايته التي انتصرت لقيمة الحبّ والإخاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©