ريم البريكي (أبوظبي)
تعد دار الأوبرا السلطانية العُمانية الدار الأولى في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وهي فريدة من نوعها في تقديم صنوف متنوعة من الفنون والموسيقى وألوان الغناء المسرحي الذي يسرد قصصاً درامية مؤثرة، تأخذ المستمع إلى خيالات ترسمها الكلمات والصوت الأوبرالي، مع تداخلات أنغام الأدوات الموسيقية الساحرة.
وقال إسحاق الأحسني، موظف بدار الأوبرا: إن بناء دار الأوبرا السلطانية جاء بمرسوم سامٍ من السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وكان البدء في البناء في عام 2007، والافتتاح في عام 2011، واستغرقت عملية البناء أربع سنوات.
8 طوابق
وتبلغ مساحة دار الأوبرا حوالي 80 ألف متر مربع، فيما تبلغ المساحة المبنية ما يقارب الـ 25 ألف متر مربع، وتتكون من مسرح الحفل، وقاعة وحدائق رسمية، والسوق الثقافية مع التجزئة والمطاعم الفاخرة، ومركز الفن للإنتاج الموسيقي والمسرحي والأوبرالي.
ويتكون المسرح من 8 طوابق، تقع 3 منها تحت الأرض و5 فوقها، ويمتد مبنى الأوبرا من شمال الموقع إلى جنوبه، ويقطع المبنى رواقان من الأعمدة يمتدان على جانبيه الشرقي والغربي، ويتناغم فيها التراث المعماري العُماني والعربي والإسلامي في عهود مختلفة.
محتويات الدار
كما تضم الدار مكتبة موسيقية تحتوي على كتب متنوعة من المؤلفات ذات الطابع الموسيقي والفني، كما تحتوي على مجموعة من الأدوات الموسيقية التي تعد من مقتنيات السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، بالإضافة إلى العروض كافة التي قُدمت على مسرح الأوبرا.
وأوضح الأحسني أن الفكرة الأساسية من دار الأوبرا السلطانية التي وضعها السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، هي تبادل الثقافات بين الحضارة العُمانية وبقية شعوب العالم، وقد أحب السلطان الراحل أن تمثل هذه الدار جسر تواصل بين الأوبرا العُمانية مع بقية دور الأوبرا العالمية، مع تركيز على هدفين أساسين هما جلب إبداعات الحضارات الأخرى للسلطنة لزيادة الوعي، والهدف الآخر هو إبراز الهوية العُمانية لدى شعوب العالم، حيث إن لدينا فرقة الفنون الشعبية العُمانية وفرقة الأوركسترا السمفونية العُمانية التي تأسست في عام 1985، وجميع طاقمها مكون من عازفين عُمانيين 100%، وتشهد دار الأوبرا موسم الفعاليات الذي يبدأ من 9 سبتمبر إلى شهر مايو.
ثقافات في مبنى واحد
وأشار الأحسني إلى أن مما يميز دار الأوبرا أن التصميم المعماري لا يمثل فقط تراث عُمان وثقافتها بل يضم أيضاً مدخل المبنى جوانب كثير من ثقافات وحضارات الدول الأخرى، أي أن المبنى جمع تصاميم عدة من دول عدة في صرح واحد، فالرخام المزين للدار رخام إيطالي يتميز بقدرته على الحفاظ على درجة الحرارة، والخشب هو الساج البورمي، وقد تم جلب الخشب من دون نقوش، وتمت عملية النقش عليه بوساطة شركة عُمانية، وجميع النقوش الموجودة والتصاميم على الخشب هي تصاميم عُمانية باستثناء البلكونات فهي تصاميم مغربية تسمى المشربيات. وأما في تصميم السقف فقد تم استلهام الفكرة من حصن يقع في بهلاء يسمى حصن جبرين، ويعود إلى القرن السابع عشر، والثريات من شركة سوارفسكي النمساوية، وقد تم أيضاً تصميم الثريات بتصاميم عُمانية، وأخذت تصاميم الأعمدة من الفن العثماني الإسلامي.
1100 مقعد
وبيّن الأحسني أن دار الأوبرا تضم مسرحين، المسرح الرئيسي وتبلغ طاقته الاستيعابية 1100 مقعد صممت بطريقة مرنة ومتزنة، ويمكن للمسرح تلبية متطلبات العروض باختلافها، سواء أكانت عروضاً تقليدية أم البالية أم الأوركسترا أم الكورال أم عروض المسرح «برودواي»، حيث يمكن إعداد أرضية المسرح لتواكب احتياجات العروض المقدمة، والمساحة المخصصة للعرض، ففي عروض الباليه والأوركستروا مثلاً يتم إنزال المقاعد طبقة واحدة فقط أسفل الأرض، ويتم رفع المقاعد درجة واحدة أيضاً في حال كانت العروض للفرق السمفونية أو الفرق الغنائية أو عروض آلة الأورغن.
روح التسامح
وتعد عروض آلة الأورغن، وهي إحدى الآلات التي يتم عزفها في الكنائس، الميزة والعلامة الفارقة لدار الأوبرا السلطانية العُمانية، لتفردها باستخدام هذه الآلة، ويروي الأحسني أن السلطان قابوس، طيب الله ثراه، أراد أن يميز دار الأوبرا السلطانية بشيء يميزها عن سواها بوجود هذه الآلة. ويؤكد وجود آلة الأورغن كإحدى أبرز علامات الأوبرا السلطانية العُمانية روح التسامح والمحبة التي سمت بها نفس السلطان قابوس، طيب الله ثراه، ونفوس الشعب العُماني المحب للتسامح مع مختلف الثقافات والأديان والمعتقدات كافة.