الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية يوم الثلاثاء، الموافق 21 نوفمبر 2023، شارك فيها الشعراء: عبدالسلام حاج نجيب، محمود الجيلي، وحسام شديفات، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر، وقدمتها نور نصرة التي أشادت بتجربة بيت الشعر في الحياة الثقافية، كونه يعمل بشكل مباشر على تجديد إلهام الشعر من خلال إبراز الأصوات الشعرية المختلفة، ومن ثم الاحتفاء بالنماذج الحقيقية في الشعر من أصحاب التجارب المحلقة في فضاء الشعرية العربية، مشيدة أيضاً بتفاعل الجمهور مع الأمسيات، والحضور بكثافة في ظل الدعم غير المحدود من قبل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي تمثل مبادراته الثقافية شريان حياة للشعر والشعراء.
وقد حلقت قصائد الشعراء في فضاء الدهشة، واتسمت بالجمال، برمزيتها العالية ومجازاتها المحلقة، لتبرز أشكالهم الفنية المتنوعة، فقد انسجمت كلماتهم الشعرية مع كل ما هو إنساني، فجاءت صورهم محملة بالدلالات التي غمرت الحضور بجمال الإبداع، ودهشة الإيقاع، إذ عبروا في قصائدهم عن هموم الذات، وأحلام المستقبل، فلامست كلماتهم القلوب وعبرت للمتلقي دون تكلف.
وافتتح القراءات الشاعر عبدالسلام حاج نجيب بمقطوعات من شعره، كشفت عن طاقات جمالية يمتلكها، لتفيض على الحضور دهشة وجمالاً، حيث عبرت المقطوعة الأولى عن أمنيات حائرة، ترتحل في قلب الشاعر لكي يستعيد الزمان الجميل. ثم قرأ مقطوعة أخرى محملة بالدلالات الإنسانية في شراع الحياة، ومحطاتها المتعرجة، فجسد ببلاغة خطاه العابرة، وهو مسكون بعطر التشبيهات وحميميتها.
وقرأ الشاعر محمود الجيلي مجموعة من القصائد التحمت بمواجدها مع وجدان الجمهور الذي تفاعل بإيجابية، وتميزت قصائده بطابعها الأليف في الصورة والخيال، وكأنه يكتب جزءاً من سيرته بقالب رومانسي يفيض بالحيوية والجمال. ثم قرأ قصيدة أخرى تتميز بطابعها الغنائي، بأسلوب درامي معبر، لا يستنفد الحس الموسيقي ودلالاته، فهو يقيم حواره الشعري بألفة من خلال الوصف الحالم.
واختتم القراءات الشاعر حسام شديفات الذي استطاع بلغته البليغة بدلالاتها أن يأسر القلوب، وقرأ قصيدة بعنوان «الحقيقة»، وفيها يبدو الشاعر متوهجاً في الكلمات، متشبعاً بفكرته وهو يستحضر حقيقية القول الذي يملأ كيانه. ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «بتهوفن» وهو نص مشحون بصدق العاطفة وفضاء الفلسفة والتأمل الوجودي.
وفي الختام، كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمتها.