سعد عبد الراضي (العين)
أقيمت الأمسية الثانية لبرنامج «الكلمة المغناة» في قصر المويجعي الذي يحتفي برموز الشعر في العين ممن أثروا الساحة الأدبية، عبر قصائدهم النبطية والفصحى. وفي هذا الإطار، أقيمت جلسة حوارية حول قصائد الشاعرة الإماراتية هند الظاهري الملقبة بـ«أنغام الخلود»، أدارها الإعلامي ومقدم البرامج حامد محمدي، وتحدث فيها كل من شيخة الجابري، شاعرة وباحثة في التراث، والحظ مصبح الكويتي، الباحث في التراث، والشاعرة مولاف، والمطرب معضد الكعبي، فيما شارك على الإيقاع عبدالله عبدالكريم، وعلي البلوشي.
رائدة الشعر النبطي
وعرض خلال الأمسية فيلم وثائقي قصير عن الشاعرة هند الظاهري، التي ترعرعت في أسرة عشقت نظم الشعر وأبدعت في الشعر النبطي. وشهدت الأمسية حضوراً جماهيرياً غير مسبوق لسماع حكايات «أنغام الخلود»، ولم يقتصر الحضور على المهتمين بالشأن الأدبي فقط، بل شمل جميع متذوقي الشعر النبطي من مختلف الفئات العمرية. وبدت الأمسية وكأنها عرس وطني يحتفي بابنة العين التي كتبت أولى قصائدها في سنوات مبكرة من عمرها، وصنعت بصمة خالدة في الشعر.
شبيهة «فتاة العرب»
وتحدثت الباحثة الإماراتية شيخة الجابري عن بدايات «أنغام الخلود» التي صنعت بصمة بطريقتها المختلفة في كتابة القصيدة، واستذكرت الجابري تصريحات الشاعرة الراحلة عوشة السويدي التي قالت: «إذا كان في حد يشبهها فهي هند بنت سعيد». وأضافت أن «أنغام الخلود» اتخذت خطاً مختلفاً فاستحقت أن تكرم وتكون لها هذه الريادة في الشعر، إذ تم تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عام 2011، كرائدة من رائدات الثقافة في مهرجان الشارقة للشعر. كما تم تكريمها من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، بطباعة ديوانها ضمن مبادرة حمدان بن محمد بن راشد للإبداع الأدبي، ولهذا فهي واحدة من الشاعرات اللواتي حققن مسيرة طويلة في الشعر النبطي.
وأشارت شيخة الجابري إلى أن الشاعرة هند بنت سعيد بن هلال الظاهري من مواليد نوفمبر 1967، وكانت أول قصيدة مكتملة لها في 1982، وهي مرحلة اعتبرتها مهمة في حياتها، وفي فترة الثمانينيات ظهرت العديد من شاعرات «النبطي»، وكانت هنالك صحف تتبنى الشعر وتخصص صفحات له، ولذلك اشتهرت أسماء عديدة من جيل «أنغام الخلود» منهن: لميا دبي، مياسة، أم حسين، ليلى العامرية، عبير البنفسج، ونت ألم، ليالي، فتاة دبي، وله بوظبي، غلا بوظبي، عيون النرجسي، الحصباء، هيفا عيمان، وغيرهن من الشاعرات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مشيرة إلى أن أم خليفة «أنغام الخلود» حاصلة على شهادة بكالوريوس من الجامعة الأميركية في لبنان، وهي من الأعلام اللواتي تشهد لهن الساحة الشعرية، بالحضور المختلف.
وأوضحت الجابري أن «أنغام الخلود» تشربت الموهبة الشعرية من والدها الشاعر الكبير البارع سعيد بن هلال الظاهري الذي كانت مكتبته منبع المعرفة والمرجعية لها. وبدأت أنغام الخلود في قراءة الشعر وهي بعمر 13 عاماً، وجاء انطلاق اسمها الشعري «أنغام الخلود» في عام 1982 وعبر المنابر الإعلامية من خلال صفحات تصدر كل يوم ثلاثاء يشرف عليها الشاعر عبدالله الغالي المري، الذي أثنت على دوره وفضله في بداية مسيرتها. ومن ثم توجهت إلى جريدة «الفجر» من خلال باب يومي، وبنصيحة من الشاعر علي الساعي توجهت إلى المطبوعات الخليجية ما بين عامي 1983- 1984 لتنشر أشعارها في ملفات الصحف الكويتية، التي كان الكثير من الشعراء والكتاب يتوجهون لنشر أعمالهم فيها وهي: القبس، والمجالس، والأنباء، والسياسة، والرأي العام، واليقظة، إضافة إلى جريدة الرياض، ومجلة اليمامة في السعودية. واستشهدت الجابري بأحد أبيات هند الظاهري الذي عرفت به الشعر بشكل مختصر:
«تبغون إلى بالصدق والا العناوين
هذا اليقين إلى لفت به جهينة
الشعر عرش، وكل أبونا سلاطين
والكل منا حاكم في مدينة».
قامة وقمة
أكد الكاتب والباحث الإماراتي الحظ مصبح الكويتي أن «أنغام الخلود» قامة وقيمة، وأن الشعر متأصل في أسرتها من جدها ووالدها، وهي امتداد للمدرسة القديمة وقد أكملت مسيرتها على هذا النهج.
وفي ختام الأمسية، قدمت الشاعرة الإماراتية «مولاف» مجموعة من قصائد «أنغام الخلود»، فيما تغنى المطرب الإماراتي معضد الكعبي بمجموعة مميزة من الأعمال الفنية المحلية التراثية التي لقيت استحسان الحضور.