سعد عبد الراضي (الاتحاد)
عرض ثلاثة شباب من أعضاء مجلس شباب اللغة العربية تجاربهم التي قادتهم إلى تعزيز الصلة الدراسية والمهنية والإبداعية باللغة العربية، وسلطوا الضوء على دور أبناء جيلهم في مواجهة التحدّيات التي تواجه اللغة العربية، والارتقاء بها وتبنّي التعمّق في فهم أسرارها وجمالياتها وما تختزنه من موروث حضاري يتصل بالهوية، وذلك في جلسة حوارية استضافها بيت محمد بن خليفة، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2023.
وفي البداية تحدّثت الباحثة والكاتبة الإماراتية، فاطمة الأحبابي، عن أهمية تنمية وعي الشباب باللغة العربية باعتبارها أساس هويتهم وليست مجرد أداة تواصل فحسب، مشيرة إلى تزايد التحدّيات اللغوية والثقافية التي تواجه الشباب العربي في عصر العولمة والتكنولوجيا.
وأكّدت أهمية الحفاظ على اللهجات المحلية التي تعدّ جزءاً من الهوية اللغوية العربية وتجنّب تطعيمها عند الحديث بمفردات من لغات أخرى. وأشارت إلى أن الفصحى اكتسبت أهميتها من أنها لغة القرآن الكريم، وحازت مكانتها لاعتبارات دينية وأدبية بالنظر إلى إرث الشعر والأدب العربي الفصيح. وناقشت إشكالية انقطاع الصلة بين الأجيال في فهم العامية، وأنه إذا لم يكن في وسعنا أن نقنع الشباب بالحديث بالفصحى، فعلى الأقل التحدّث باللهجة العامية النقية.
وقدم عمّار سوسو، الخبير في الذكاء الاصطناعي لمحة عن الفرص التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية وإدراجها في أحدث تقنيات التحليل اللغوي للكشف عن خصائصها البديعة التي تميّزها عن اللغات الأخرى.
وعرض بعض الجهود التي تبذل على المستوى الرسمي في دولة الإمارات، التي كانت سبّاقة في طرح الحلول والمبادرات وأنشأت أول وزارة للذكاء الاصطناعي وجامعة لتعليم الذكاء الاصطناعي وأطلقت مبادرات تجعل من توظيف اللغة العربية في التطبيقات الحديثة بيئة خصبة لتوطين العربية في عالم الذكاء الاصطناعي.
المتحدّثة الأخيرة هي سارة عابدي، التي كانت منهمكة في رسم لوحة بالخط العربي اختارت أن تكون عبارة من أقوال للجاحظ، وعندما حان دورها في الحديث أطلعت جمهور الجلسة على اللوحة المخطوطة وتناولت تجربتها في الخط العربي الذي تحوّل إلى اشتغال يومي ومهنة تعزّز من خلالها صلتها باللغة العربية.