الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كارتييه.. الفنّ الإسلامي ومنابع الحداثة» في اللوفر أبوظبي

«كارتييه.. الفنّ الإسلامي ومنابع الحداثة» في اللوفر أبوظبي
15 نوفمبر 2023 00:10

فاطمة عطفة (أبوظبي)

نظم متحف اللوفر أبوظبي أول أمس جولة إعلامية لمعرض «كارتييه» بالشراكة مع متحف الفنون الزخرفية، ووكالة متاحف فرنسا بدعم من دار كارتييه، ويسلط المعرض الضوء على الأثر الكبير للفنون الإسلامية على تصميمات كارتييه منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا. ويضم المعرض أكثر من 400 قطعة فنية مقدمة من متحف اللوفر أبوظبي وعدد من المتاحف الشريكة، إضافة إلى مجموعة من مقتنيات كارتييه وغيرها من المقتنيات الخاصة، وذلك بهدف تسليط الضوء على التأثير والإلهام الفني اللذين امتدا على مدى أكثر من قرن.
ويقام معرض «كارتييه.. الفن الإسلامي ومنابع الحداثة» بتنسيق مشترك بين كل من جوديت هينون رينو، كبيرة الأمناء ونائبة مدير قسم الفن الإسلامي في متحف اللوفر في باريس، وإيفلين بوسيمي، كبيرة أمناء قسم المجوهرات القديمة والمعاصرة في متحف الفنون الزخرفية سابقاً، بمساعدة من فاخرة الكندي، مساعدة أمين متحف أول. وترتكز هذه النسخة من المعرض على مشروع جرى تنظيمه بشكل مشترك بين كل من متحف دالاس للفنون، ومتحف الفنون الزخرفية في إطار تعاون متميز مع متحف اللوفر.
وخلال جولة عبر أقسام المعرض المختلفة تظهر خلالها المصادر التي استمدت منها دار كارتييه إلهامها، مع تسليط الضوء على القطع المعروضة من روائع الفن الإسلامي، والمجوهرات، واللوحات، والرسومات، والقطع الفنّية المصغّرة، والمنسوجات، والصور الفوتوغرافية، والمواد الأرشيفية.
أعمال فنية فريدة
وحول أهمية هذا المعرض قال: مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: يسعى متحف اللوفر أبوظبي، باعتباره أول متحف عالمي في العالم العربي، إلى توسيع آفاق زواره من خلال توفير مجموعة متميزة من الأعمال الفنية الفريدة والخبرات الثقافية الملهمة في أبوظبي، فمن خلال هذا المعرض، وبفضل مجموعة المقتنيات الرائعة المُعارة من شركائنا المتميزين، وسيتمكن زوارنا من اكتشاف روابط جديدة بين الثقافات، واكتساب فهم أفضل للحداثة، كما سيحظون بفرصة استلهام الجوانب الفنية الرائعة والمواد الفريدة التي يتميز بها الفن الإسلامي، وإبداعات الهندسة المعمارية.
وبدورهما علقت منسقتا المعرض: جوديت هينون رينو وإيفلين بوسيمي مؤكدتين أن هذا المعرض يأتي كثمرة لما يقرب من خمس سنوات من البحث في الأرشيفات، والرسومات، والصور الفوتوغرافية لاكتشاف الروابط التي تجمع بين إبداعات كارتييه والفن الإسلامي، وتحديد المصادر التي استمد منها الفنانون الإلهام.
ومن جانبه، صرح غيليم أندريه، القائم بأعمال مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي قائلاً: لطالما كان التأثير المتبادل بين الثقافات عنصراً أساسياً في قصة اللوفر أبوظبي، وهو ما تشهد عليه قاعات العرض الدائمة والمعارض المؤقتة في المتحف. ويعتبر معرض «كارتييه، الفنّ الإسلامي ومنابع الحداثة» خير مثال على ذلك، حيث يبين لنا كيف يواصل الماضي إلهام الحاضر.
وفي السياق ذاته، علق بيير رينيرو، مدير الصورة والأسلوب والتراث في كارتييه، قائلاً: «لقد أدى الفن الإسلامي دوراً محورياً ترك من خلاله أثراً ملموساً وهيكلياً في أسلوب كارتييه الإبداعي منذ بداية القرن العشرين. ولا يزال هذا الأثر ممتداً ويتسع نطاقه حتى يومنا هذا».
ويقدّم المعرض، على بعد بضعة أقدام من قاعاته الرئيسة، مساحة رقمية تفاعلية تحوي شاشات رقمية كبيرة تعرض عملية تجميع القطع الرئيسة لدى كارتييه والمصدر الذي استُمد منه إلهامها. وفي غرفتَين تتميزان بطبيعة غامرة لا متناهية، سيحظى الزوار بفرصة للاستمتاع بمشاهدة أنماط متحركة، ما يمنحهم تجربة بصرية آسرة بزاوية 180 درجة داخل هذا العالم الرقمي.
ويصاحب معرض «كارتييه.. الفن الإسلامي ومنابع الحداثة» برنامج ثقافي وتعليمي متنوع ويضم جلسة حوارية متعمّقة مع منسقتَي المعرض، وعرضاً لفيلم وثائقي تتبعه حلقة نقاشية، بالإضافة إلى جولات إرشادية، وبرامج تدريبية، وعطلة نهاية أسبوع عائلية، وكتيّب للأنشطة.
التقاء الحضارات
وفي لقاء لـ«الاتحاد» مع فاخرة الكندي، مساعدة أمين متحف أول، قالت: يتماشى هذا المعرض مع نهج متحف اللوفر أبوظبي في تسليط الضوء على تاريخ الفن العالمي والتقاء الحضارات، حيث يضيء على هذا التقارب الثقافي من خلال الفنون الزخرفية، ومدى استقبال الجمهور الأوروبي للفنون الإسلامية في أوائل القرن العشرين، إضافة إلى تعرف الجمهور والفنانين في الوسط الباريسي، بشكل أوسع على الفنون الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، سواء من خلال المعارض العالمية أو المجموعات الفنية الإسلامية التي بدأت بالظهور في ذلك الوقت في باريس، حيث كانت هذه المدينة مركزاً لسوق الفنون الإسلامية القادمة من الشرق. وبالمثل، أقامت المتاحف معارض محورية مهمة، ولاسيما معرض ميجون في متحف اللوفر. وكان هذا العرض الوافر من الزخارف الإسلامية بمثابة لغة بصرية جديدة تبناها الفنانون الأوروبيون واستلهموا منها أعمالهم. وظهر ذلك بشكل جلي على الفنون الزخرفية في تلك الفترة والأزياء والمفروشات والمجوهرات والإبداعات الفنية الأخرى. وبذلك أصبح الشرق وفنونه الإسلامية مصدراً للإلهام استقى منه الكثير من فناني أوروبا، وأصبحت باريس في بداية القرن العشرين مثالاً للالتقاء الثقافي. 
وحول الوقت الذي استغرقه العمل على تنظيم هذا المعرض، أوضحت قائلة: جاء هذا المعرض كثمرة لما يقارب خمس سنوات من البحث في الأرشيفات والرسومات والصور الفوتوغرافية لدى كارتييه والمتاحف الفرنسية وغيرها لاكتشاف الروابط التي تجمع بين إبداعات كارتييه والفن الإسلامي وتحديد المصادر التي استمد منها الفنانون الإلهام لتوظيفها في تصميم قطع ومجوهرات كارتييه الثمينة، ما مكننا اليوم من عرض هذه الإبداعات إلى زوار المتحف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©