عدد اليوم
محمد عبد السميع (الشارقة)
تنظم هيئة الشارقة للمتاحف معرض «زينة البلاط الملكي الهندي» في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وذلك بالشراكة مع «دار الآثار الإسلامية» في الكويت، ويُقام المعرض ابتداءً من 25 أكتوبر 2023 ويستمر حتى 14 أبريل 2024، بهدف تحفيز الاهتمام بالثقافة الغنية لشبه القارة الهندية، التي تشهد على الحرفية الهندية البارعة والتقنيات الفريدة ما جعلها موطناً لأكبر مجموعة من الفنون المرصعة بالمجوهرات.
ويأتي تنظيم هذا المعرض الذي يقدم للجمهور 84 مقتنى سيتم عرضها لأول مرة في الإمارة، في إطار مساعي الهيئة نحو تعزيز التبادل الثقافي ونشر المعارف بين كل من إمارة الشارقة ودولة الكويت عبر المجالات المتحفية كالمعارض، وإتاحة المجال لعرض مجموعة مميزة وثرية من المقتنيات التاريخية.
وأكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن أهمية المعرض تبرز من خلال عرض هذا الإرث من الفن الرفيع والتنوع الغني للمجموعة، الذي يظهر اهتمام السلاطين والأمراء بالثقافة والفنون، مع التأثيرات الجديدة وتنمية إبداعاتهم، مشيرة إلى الإحساس بالديناميكية غير العادية التي ميزت هذه الحضارة منذ بدايتها.
تعاون بنّاء
وثمّنت التعاون البنّاء والمثمر مع دولة الكويت، موضحة أن القطع الموجودة في المعرض تأتي من مجموعة المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح والشيخة حصة صباح السالم الصباح من الكويت، والتي تم تشكيلها في الفترة ما بين منتصف السبعينيات وحتى الوقت الحاضر، وهي واحدة من مجموعات الفن القديم والإسلامي الأكثر تميزاً في العالم.
ومن جانبه قال الدكتور محمد خالد الجسار، الأمين العام بالإنابة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت: يشترك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمغفور له الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح (1948 - 2020)، في حب الفن والثقافة والالتزام دوماً بالحفاظ على الثقافة الإسلامية وعرض جمالياتها. وفي ضوِء هذه العلاقة الخاصة، استضاف متحف الشارقة للحضارة الإسلامية معرض الفن الإسلامي ورعايته: كنوز من الكويت في أكتوبر 2008. وقد عَكست التحف المعروضة في المعرض العمق التاريخي والحضاري لمنَجزات الفن الإسلامي. وانطلاقاً من الرغبة في الحفاظ على التعاون الثقافي بين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في الإمارات ودار الآثار الإسلامية في الكويت، ستتم إقامة هذا المعرض «زينة البلاط الملكي الهندي» احتفاءً بشغف الشيخ ناصر بفن صياغة الحُلي. وهو فن جدير بالبلاطات التي رعته وبالبراعة الفنية لصانعيه. ويسر دار الآثار الإسلامية - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن تُشارك في هذا المعرض بأفضل الأعمال الفنية من مجموعة الصباح الآثارية توطيداً للعلاقات الثقافية بين إمارة الشارقة ودولة الكويت.
84 مقتنى
وتضم مجموعة المقتنيات باقة تاريخية ثرية تستعرض حجراً كريماً بنقش ملكي، ويحمل الحجر أقدم وأكبر نقش باسم الحاكم التيموري أولوغ بيك، حفيد أمير تيمور (تيمورلنك)، وكان قد نقشه قبل وفاته في عام 1449 ميلادي، كما تضم قلادة من اليشم باسم الإمبراطور المغولي شاه جهان للفترة 1637 و1638 ميلادي، وكذلك خاتم رماية باسم الإمبراطور خلال الفترة 1651 -1652 ميلادي.
وتشمل المجموعة كذلك باقة ثرية من الخناجر والسكاكين والسيوف المزينة بالجواهر كالألماس واليشم والأحجار الكريمة، لتبرز روعة الفنون والنقوش الآسرة، والتي تتباين أيضاً من خلال مجموعة من الدلايات التي تعرض أسلوب أجور من الحفر المفتوح، وفأساً للسرج مصنوعاً من فولاذ الجوهر، ودرعاً مرصعاً بالجواهر، وقباب زينة للدرع، وصولجاناً احتفالياً، ومقبض عصى مرصعاً بالجواهر وعدداً من الصناديق والأواني المرصعة والمزينة بنقوش خلابة إلى جانب العديد من المقتنيات التي تعود إلى فترات زمنية متباينة.
فعاليات مصاحبة
تقدم هيئة الشارقة للمتاحف على هامش المعرض حزمة من الفعاليات والأنشطة التفاعلية وورش العمل، التي تتيح للأسر اصطحاب أطفالها، والاستمتاع بتجارب مذهلة، وتشمل فعالية «الصائغ الصغير» التي تطلق العنان للصغار لتصميم مجوهراتهم الخاصة، بالإضافة إلى «كنوز المغول» التي تتيح للأطفال فرصة البحث واكتشاف كنوز المجوهرات، وكذلك فعالية «رحلة في البلاط الملكي».
هذا وتتيح الأنشطة والفعاليات المصاحبة للأطفال فرصة تصميم زجاجة عطر بأدوات النقش الفنية، فيما يمكن للأطفال المشاركين في فعالية «تصميم المجوهرات» التجول في البلاط الملكي وتحويل أفكارهم إلى جواهر جميلة، كما تتيح فعالية «عروض الأزياء المغولية» لمحبي الأزياء فرصة الاطلاع على عرض الأزياء والملابس والإكسسوارات المغولية الفاخرة.
