الشارقة (الاتحاد)
أكّدت «مجلّة مجمع اللّغة العربيّة» بالشّارقة، في عددها السّابع الصّادر حديثاً، أهمّيّة إدخال المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة في السّياق التّعليمي، كضرورة حضاريّة وتعليميّة تسهم في تثقيف الأجيال الصّاعدة بلغتهم وتاريخهم وقيمهم.
وأضاءت المجلّة في عددها على موضوعات مهمّة ومتنوّعة تتناول جوانب من تاريخ وحاضر ومستقبل اللّغة العربيّة، من خلال دراسات نظريّة وتطبيقيّة ونقديّة، كما عرّفت القرّاء على تاريخ أقدم مجمع للّغة العربيّة في دمشق، إلى جانب تناولها للتّشابك المبتكر بين كلام الشعر وفعل الكيمياء، والذي يظهر في استخدام مصطلح «كيمياء الشّعر» في النّقد الحديث.
المحاضر الشّنقيطيّة
وافتتح الدّكتور امحمد صافي المستغانمي، أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، العدد السّابع بحديث حول: «المحاضر الشّنقيطية: منارات تعليم ومراكز إشعاع حضاريّ»، مبيّناً أنّ المحاضر في بلاد موريتانيا تعدّ جامعات متنقّلة، تضمّ أساتذة كباراً في مختلف العلوم، مشيراً إلى أنّ تلك الملتقيات الفريدة المكوّنة من العلماء والمفكّرين في بلاد شنقيط تعدّ استثناء من نظرية ابن خلدون حول العلاقة بين الحضر والعلم والتّقدم، إذ أثبتت أن البيئة البدويّة حافلة بالإمكانات العلميّة الفذّة، التي تخرّج علماء يفوقون أولئك الذين يتعلّمون في المدن.
أوّل مجمع لغويّ
وفي موضوع غلاف العدد، وتحت عنوان «دمشق تحتضن أوّل مجمع لغويّ علميّ منذ 1919»، كتب الدّكتور محمود أحمد السيّد، رئيس مجمع اللُّغة العربيّة بدمشق، معلومات تاريخيّة عن أقدم مجمع للّغة العربيّة في دمشق، الذي تأسس في عام 1919 بهدف المحافظة على اللّغة العربيّة وجعلها مناسبة لمتطلبات الحياة الحديثة، وضبط المصطلحات العلميّة والأدبيّة والحضاريّة.
الأبعاد التّعليميّة للمعجم التّاريخيّ
وفي دراسة بعنوان «الأبعاد التّعليميّة والتّربويّة للمعجم التّاريخيّ»، يقترح الباحث حميد الكتاني إدخال المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة في السّياق التّعليميّ، معتبراً أنّ ذلك ضرورة حضاريّة وتعليميّة مهمّة، للاستفادة من هذا الإنجاز العلميّ والاستفادة منه في تعليم اللّغة العربيّة للأجيال الصّاعدة، بما يمكن الطلبة من التّواصل مع جذور لغتهم واستيعاب القيم النّبيلة التي تحملها.
كيمياء الشّعر
وفي تشابك مبتكر بين «كلام الشّعر وفعل الكيمياء»، يؤكّد الدّكتور عادل داود، التّشابه بين مهنة الكيميائيّ وصناعة الشّاعر، حيث يعتمد عمل كلٍّ منهما على الخيال كمنطلق لعملهما، ويستخدمان التّجريب في نهايتهما. لذلك، ليس من الغريب أن يتمّ استخدام مصطلح «كيمياء الشّعر» في النّقد الحديث، لأنّ الشّعر يعتمد على خلق صور إبداعيّة جديدة عندما يجمع بين عناصر غير مألوفة تلتقي في الخيال.
وفي إطار الجهود البحثيّة التي تستهدف تحسين مجال اللّغة والمعاجم، وقفت الباحثة شيماء عبدالله، مع «الأعمال الفائزة في جائزة الشّارقة للدّراسات اللّغويّة والمعجميّة»، مستعرضة تجربة الدّكتورة بدريّة بنت براك العنزي في إعدادها دراسة خلصت إلى توصيات من شأنها تطوير الصّناعة العربيّة المعجميّة.
اهتمام الأوروبيّين بـ«العربيّة»
وحول «اهتمام الكتّاب الأوروبيّين باللّغة العربيّة»، يضيء الدّكتور محمد مرشحة على إقبال المبدعين العالميّين على تعلّم اللّغة العربيّة ويكشف عن رغبتهم في امتلاك أداة قويّة من أدوات المعرفة، مشيراً إلى أنّ هناك العديد من علماء الغرب ومفكّريهم الذين تأثّروا باللّغة العربيّة وأعربوا عن حبّهم لها.
كما تناولت المجلّة موضوعات وقصائد ومقالات ودراسات بحثيّة ولغويّة وأدبية، منها دراسة أدبيّة بعنوان «غُرْبَةُ ابنِ زُرَيْقٍ البَغْدَادِيِّ في عَيْنِيَّتِهِ» للدّكتور عبدالحليم عبدالله، و«اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ فِي رِحْلَةِ المُسْتَقْبَلِ: أُفُقٌ إِبْدَاعِيٌّ يَنْبُضُ بِالحَيَاةِ» للكاتبة رهف منذر السّبع، و«قصص الأطفال في عالَمنا العربيّ: وجهة نظر» للدّكتور خالد حسين دلكي، والمعاجم المتداخلة عند العرب للدّكتور علي حكمت فاضل محمد، و«أرأيتَ» في آي الذِّكر الحَكيم وتحليلِها النَّحويِّ عند الدُّكتور فخر الدّين قباوة للكاتب حميدي عبد الظّاهر، إلى جانب مقالة بعنوان «النّدمُ... إضافة وتكملة» للدّكتور عبدالفتاح الحجمري، و«الأُسُسُ النَّظَرِيَّةُ للِّسانِيَّاتِ الوظيفيَّةِ... دراسةٌ في التَّفَاعُلِ بَيْنَ الفِكْرِ وَالتَّوَاصُلِ» للكاتب كريم التايدي الوهابي، و«اللُّغَةُ المُحَلِّقَةُ منَ أَفْضِيَةِ المَكَانِ إلَى حِقَبِ الزَّمَانِ» للدّكتور محمّد حرّاث، وغيرها.