عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
شهدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي لهيئة المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، جانباً من فعاليات المعرض المصاحب لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، الذي أقيم تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
وخلال كلمةٍ لها في جلسة «المعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغيُّر المناخ»، سلطت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الضوء على أهمية المعرفة المستدامة في جعل العالم أكثر استدامة، والتلازم بين الاستدامة والأرشيف والسجلات، والتحديات المستمرة التي تواجه العالم اليوم، لاسيما التغير المناخي.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «تشكل الاستدامة أولويةً في دولة الإمارات، ونهجاً متوارثاً عن الآباء والأجداد الذين استطاعوا التعايش مع الطبيعة القاسية للدولة من خلال فهمهم لأسرار هذه الأرض، فجسَّد وجودهم على هذه الأرض وازدهارهم فيها المعرفة المستدامة. ويعتبر الأرشيف أكثر من مجرد مخزن للمعلومات، فهو رابطٌ وثيق مع تاريخنا وجذورنا وذاكرة وطننا، وكنزٌ ينبغي اكتشافه باستمرار».
كما أشارت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان إلى أن التغير المناخي يشكل تحدياً يهدد العالم أجمع، مؤكدةً أهمية البحث الدقيق في الأرشيف للمساعدة في مواجهة هذا التحدي. ولفتت إلى أن النظر في الفروق الدقيقة في الماضي يمكننا من إدارة الحاضر، مستشهدة بمقولة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «من لا يعرف ماضيه لا يمكنه الاستفادة من حاضره ومستقبله، فمن الماضي نتعلم».
وخلال الجلسة، تطرقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان إلى موضوع الزراعة المائية، وأهمية الأمن الغذائي والمائي للدولة، حيث أشارت إلى أن إنشاء أول مزرعة للزراعة المائية في دولة الإمارات يعود إلى عام 1969، برعاية ودعم من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ولفتت إلى أن الدراسات الحديثة تؤكد الدور المحوري للزراعة المائية والأمن الغذائي، وتشير إلى انخفاض كبير في طبقات المياه الجوفية مقارنة بمستوياتها قبل عقود من الزمن.
وأوضحت أن هذا الجيل يحمل على عاتقه مسؤولية دعم وتوسيع نطاق الرؤية المستدامة التي انتهجها الأسلاف عندما أعطوا الأولوية لاستدامة مصادر المياه والغذاء، وذلك من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأكدت أن المعرفة المستدامة ليست مجرد مفهوم، وإنما دعوة جادة للعمل والالتزام بفهم الماضي واستخلاص العبر منه والبناء عليه من أجل إدارة الحاضر بشكل أفضل وتمهيد الطريق أمام غدٍ مستدام.
