دبي (الاتحاد)
مساحة إبداعية ملهمة، وأعمال فنية متفردة ومنحوتات مبتكرة، يقدمها معرض «خارج الورق» الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في «مركز الجليلة لثقافة الطفل»، ضمن فعاليات الدورة الأولى من «بينالي دبي للخط» التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتستمر حتى 31 أكتوبر الجاري. يأتي المعرض الفني في إطار التزامات الهيئة الهادفة إلى خلق بيئة إبداعية مستدامة قادرة على تمكين أصحاب المواهب وتحفيزهم على عرض أعمالهم الفنية المستلهمة من جماليات الخط والفنون البصرية.
ويعكس معرض «خارج الورق» الذي يشارك فيه 18 مبدعاً قدموا 31 عملاً فنياً، ما يمتاز به فن الخط من مرونة وسلاسة وقدرة على التفاعل مع الخامات والمواد الأخرى، مثل: السيراميك، والنسيج، والخشب، والحجر، والأكريليك، والزجاج، والفولاذ، وغيرها، لتوثق أعمال المعرض طبيعة التحولات التي شهدتها مختلف أنواع الفنون عبر العصور، ما مكنها من الخروج عن المألوف، وأكسبها أبعاداً جديدة ساهمت في تطورها وتقديمها بأشكال مختلف، ومنحت الفنانين الفرصة للإبداع وتقديم أعمال فنية مغايرة.
أعمال متفردة
في أروقة المعرض، يجسد الفنان أمير شاهرخ فاريوسفي جوهر قصيدة جلال الدين الرومي عبر عمله الإبداعي «أنت الحياة والعالم»، فيما تطل الفنانة فاطمة الكتبي بعملها «تعابير الكحل» الذي استندت فيه على كحل الإثمد، بينما تقدم الفنانة ساندرا بطرس عملها «شطرنج بالعربي» المستلهم من الهندسة المعمارية والخط العربي، حيث أنتجت العمل باستخدام مواد طبيعية كالحجر والخشب والجوز.
ويعرض الفنان عباس يوسف عملين يحملان عناوين «مسلة الشعر» و«المعنى العميق» وهما مستلهمان من قصيدة «ابدأ بنفسك» للشاعر البحريني قاسم حداد، في حين يعد الإماراتي جمال حبروش السويدي أول فنان إقليمي يتعامل مع تعقيدات زجاج مورانو، محولاً إياها إلى أعمال مستلهمة من جماليات الحروف العربية، حيث يقدم في المعرض تحفته الفنية «الحب المسافر إلى مورانو» مجسداً من خلالها جوهر رمال الصحراء، وتعرض علامة «كشيدة» التجارية «صفيحة كاليغرافيتي» المنحوتة من خشب المانجو والنحاس، وكذلك العمل الفني «علبة كاليغرافيتي» المصنوع من الأكريليك، بالإضافة إلى قطعة «طاولة مبارك هذا البيت» المصنوعة من خشب الجوز والفولاذ.
مرونة الحروف
ويطل الفنان كمال الزعبي بأعمال إبداعية يعبر من خلالها عن مرونة الحروف وتشكيلاتها المختلفة، ويشارك الفنان خالد شاهين بإبداعاته التي تحمل عناوين «قامة العشق» و«الأم»، ويُبرز عمل «سواسية» شغف ندى عبدالله في الخطوط، وتقدم الفنانة نوال أحمد حسن البلوشي عملها «لمسات الماضي»، ويسعى الفنان نداء إلياس عبر «تجليات الرومي» لإعادة تفسير فن خط الكوفي المربع، بينما تشكل منحوتة «الرضا» للفنانة نيفين مجيد مساحة إبداعية تحفز الجمهور على التأمل في معاني الامتنان. أما الفنانة سارا الخيال فقدمت عملها «الحب النابع من الذات» الذي يحتفي بالخط العربي والعاطفة، فيما تختزل الفنانة سمية عزيز في عملها «تكوير خزفي» مكنونات الشكل والتكوين، ويشارك الفنان وسام الصائغ في المعرض بتشكيلة متنوعة من أعماله المصنوعة من الخزف مستلهماً تفاصيلها من جماليات وتنوع الحروف العربية.
في المقابل، يتيح المعرض لزواره فرصة التأمل في أعمال ومنحوتات الفنان جوزيف الحوارني المستلهمة من قصائد الشاعر إيليا أبو ماضي، وتسعى الفنانة شمسة جمعة عبر منحوتتها الخزفية إلى البحث عن أسرار الحروف، بينما يقدم الفنان بوبكر بوخاري عمله «الموجة الثانية» في محاولة منه لاستكشاف حركة الخط العربي التي يرى فيها امتداداً وتمثيلاً للموجات الصوتية.
ورش عمل تفاعلية
إلى جانب معرض «خارج الورق»، يستضيف «مركز الجليلة لثقافة الطفل» مجموعة متنوعة من ورش العمل التفاعلية التي تساهم في تحفيز الزوار على اكتشاف أسرار فنون التطريز، وأساسيات صنع الفخار يدوياً، والتعرف على أصول وأسس الزخرفة، وعملية كتابة الحروف وتوصيلها بأساليب فنية مختلفة وكيفية تصميم وإنشاء الرسوم المتحركة.