أبوظبي (الاتحاد)
افتتح معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، معرض «جذور» بمقر الرّابطة الثقافية الفرنسية في أبوظبي، بحضور نيكولا نيمتشينو، سفير فرنسا لدى الدولة وعدد من السفراء والدبلوماسيين ومحبي الفن التشكيلي.
وهذا المعرض الذي يجتمع فيه طيفٌ واسعٌ من الأعمال الفنية التي تعكس الفن المعاصر بتنوعه النابض بالحياة، هو المعرض الأول المشترك للفنانة الإماراتية عزة القبيسي والفنانة الفرنسية كارين روش. ويكرم المعرض بشكل خاص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، الذي كان رائداً في المحافظة على أشجار القرم بشكلٍ خاص وتحفيز زراعة الأشجار في دولة الإمارات بشكلٍ عام.
وخلال جولته في المعرض، أعرب معالي زكي أنور نسيبة، عن تقديره للدور الحيوي الذي تلعبه الرابطة الثقافية الفرنسية في تعزيز الأنشطة والرسائل الثقافية في أبوظبي، مسلّطاً الضوء على المعرض باعتباره خطوةً مهمةً نحو تعزيز العلاقات الثقافية بين الإمارات وفرنسا. وقال: «تؤدي الرابطة الثقافية الفرنسية دوراً أساسياً في تعزيز التبادل الثقافي، وتمتين العلاقات ما بين البلدين الصديقين الإمارات وفرنسا. ويعد هذا المعرض فرصة رائعة لاستعراض المواهب الفنية المتنوعة التي يضمها مجتمعنا والتأكيد على قوة الفن في تجاوز الحدود وربط المجتمعات».
وأوضحت الرابطة الثقافية الفرنسية أنّ معرض «جذور» يسلّط الضوء على فن موهوبتين فريدتين هما الفنانة الفرنسية كارين روش والفنانة الإماراتية عزة القبيسي، اللتان رفدتا العالم بالمنحوتات واللوحات الجميلة المستلهمة من كبرى غابات القرم في دولة الإمارات والخليج العربي، مؤكّدة أنّ المعرض يتعدى فكرة استعراض الأعمال الفنية فحسب، فهو يرمز إلى جوهر أشجار القرم التي تمتاز بجذورها المتنوعة التي تتخذ أشكالاً ثلاثاً يخدم كلٌ منها غرضاً فريداً - تثبيت الأشجار والسماح لها بالتنفس، كما تعكس كلمة «الجذور» مجازاً معنى الهوية والتراث الثقافي للمكان.
يُذكر أنَّ أعمال الفنانة الإماراتية عزة القبيسي قد عُرضت في معارض مرموقة على مستوى العالم، مثل معرض «Portrait of a Nation» في برلين في عام 2017، ومعرض اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو ميلانو في عام 2015، ومعرض «Three Generations at Sotheby’s» في لندن في عام 2013، ومعرض «Sculpture to Wear» في «تشكيل» في دبي عام 2012. وقد شرّفت أعمالها فعالياتٍ بارزة في الدوحة والبحرين والمغرب والقاهرة وبروكسل وهلسنكي، وتم توثيق رحلتها الإبداعية في منشور Earrings: New Directions in Contemporary Jewelry 500 من إعداد لارك كرافتس في عام 2007.
يُذكر كذلك أنّ الفنانة القبيسي قد حصلت على العديد من الجوائز المرموقة، تقديراً لها على مساهماتها الفنية؛ ومنها جائزة المجلس الثقافي البريطاني لرواد الأعمال المبدعين الشباب، وجائزة سيدة العام في الإمارات. كما عززت حضورها الفني من خلال المشاركة في معرض «الفنانين والمجمع الثقافي: السنوات الأولى» الذي أقيم في المجمع الثقافي في أبوظبي في عام 2018. إلى جانب معارض أخرى مثل «مساحة الفن» الذي أقيم بالتعاون بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي وشركة الدار العقارية في عام 2021. وتجدر الإشارة إلى أنها قد حصلت على الزمالة الفنية للمجمع الثقافي في عام 2021.
ومن ناحية أخرى، بدأت كارين روش رحلتها الفنية بدراسة الفنون الجميلة وهندسة المناظر الطبيعية في باريس، وحصلت على شهادة من مؤسسة ENSAAMA Olivier de Serres، وتقيم في دولة الإمارات منذ عام 2009، وهي عضوٌ نشطٌ في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية. أمّا أعمالها الفنية فقد عُرضت في صالات عرض مرموقة على مستوى العالم، مثل غاليري كاثرين وأندريه هوغ في باريس ومعرض «آرت سوا» في مركز دبي المالي العالمي في دبي، وغيرها من المعارض المهمة مثل متحف الشارقة للفنون وتشكيل دبي والرابطة الفرنسية. وتشكّل لوحاتها جزءاً من مجموعات خاصة وشركات، مثل مكتب أبوظبي التنفيذي، ولجنة البرامج الثقافية ومهرجانات التراث، ومدينة «Vitry-sur-Seine» الفرنسية، ومؤسسة «Colas»، ومتحف «West Lake» في الصين. ويغوص فنها في أعماق التفاعل المعقد ما بين التنمية البشرية والطبيعة والذاكرة، ويدعو المشاهدين إلى التفكّر في علاقتهم بالعالم من حولهم.
روابط ثقافية عميقة
أعربت كارين روش عن حماسها لعرض أعمالها في الرّابطة الثقافية الفرنسية في أبوظبي، قائلةً: «يسعدني أن تتاح لي هذه الفرصة لمشاركة أعمالي الفنية مع مجتمع أبوظبي والإمارات. وإنّ لوحاتي تنقل المناظر الطبيعية التي شهدتها أسفاري وسجلتها ذكرياتي، وتقدم تأملاتٍ حول التنمية البشرية وعلاقتنا نحن البشر بالطبيعة والبيئة، وآمل أن يتردد صداها لدى المشاهدين. لطالما كان السفر جزءاً لا يتجزأ من رحلتي الفنية، فقد عشت طفولةً بدويةً فتحت عيني على ثراء ثقافات العالم وتنوّعها والتأثير العميق للمناظر الجغرافية والاجتماعية والثقافية على الأفراد».
ومن المتوقع أن يشهد معرض «روتس» حضوراً كثيفاً للسفراء والدبلوماسيين وعشاق الفن وذواقته في دولة الإمارات، في سعيه إلى الاحتفال بالنسيج الغني للتبادل الثقافي والروابط الثقافية العميقة بين دولة الإمارات وفرنسا.