أبوظبي (الاتحاد)
يفتتح رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي موسم الخريف الثلاثاء أكتوبر المقبل بمعرض «بلين دي سانت كروا: أفق»، الذي يضم عدداً من المنحوتات المستوحاة من بيئة الإمارات العربية المتحدة. وأمضى الفنان بلين دي سانت كروا العام الماضي في دراسة البيئة الطبيعية للدولة ضمن إقامته الفنية في رواق الفن، تحضيراً لمؤتمر الأطرافCOP28، واشترك مع عدد من الأساتذة وغيرهم من العلماء والباحثين في تنفيذ سلسلة من المقابلات وتسجيلها لترافق المعرض. وفي هذا المعرض الذي يعتبر أول معارضه في منطقة الخليج العربي، نفّذ بلين دي سانت كروا بتكليف من رواق الفن، أربعة أعمال فنية كبيرة، حيث تعاون في أول قطعة فنية مع أستاذة فنون المسرح جوانا سيتل. ويمتد العمل الفني «مقتطف من السبخة» لمساحة 150 متراً مربعاً، وهو مستوحى من السبخات والروافد المحلية. وتتكوّن القطعة من الرقائق البلاستيكية الناتجة عن إحدى مراحل إعادة تدوير البلاستيك، وقد دخل في إنتاجها أكثر من خمسين ألفاً من عبوات المياه، وتتميّز القطعة الفنية بحركتها الانسيابية مع الضوء والصوت. وإضافة إلى ذلك، فقد أنجز دي سانت كروا سلسلة من أعمال المناظر الطبيعية «اللامتناهية» المستوحاة من الصحراء المحلية، في مشروع بحثي مشترك مع مختبر التصوير والتصنيع لمركز أبحاث جامعة نيويورك أبوظبي، حيث اشترك مع جمانة الهاشمي التي تعدّ فنانة متعددة الوسائط ومصممة وباحثة، إضافة إلى كونها المديرة المساعدة للمختبر. وخلال رحلته البحثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عينت مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية الفنان دي سانت كروا رئيساً لأبحاث مشروع يركّز فيه على تأثير تغير المناخ على مجتمعات السكان الأصليين في مناطق اليوكون داخل القطب الشمالي بهدف توثيق ما يمر به كوكب الأرض من التغيرات المشتركة الاجتماعية والسياسية والبيئية التي نعيشها على المستويين المحلي والعالمي.
في تعليقها على المعرض، قالت مايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن والقيّمة الفنية للمعرض: «يقع منظور بلين دي سانت كروا في تقاطع مجالات علم الأجناس والملاحظة العلمية والصحافة، إضافة إلى كونه فناً، لما له من أساس من الأبحاث الميدانية الدقيقة. ويسرنا أن دي سانت كروا اتبع ذات النهج خلال رحلاته إلى الدولة خلال العام الماضي، فالصحراء المحلية تمنحه منظوراً جديداً لدراسة التحديات المتداخلة التي نواجهها بالنسبة للبيئة. ويزيدنا فخراً تعاونه مع أساتذة جامعة نيويورك أبوظبي الذي أسفر عن مجموعة من الأعمال الفنية الجديدة التي لا تمثل البيئة الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل تعكس ثراء البيئة الفكرية للجامعة وأبوظبي كذلك. وتتزايد أهمية هذه المساهمات مع اقتراب مؤتمر الأطراف COP28 واتساع مساهمات جامعة نيويورك أبوظبي في حوارات تغير المناخ ومواجهته، ونأمل أن الجمهور سيجد هذا المعرض تجربة ملهمة حيث إن رواق الفن يسعى إلى أن يشكّل كل معرض تجربة جديدة لا يحدّها أي هيكل أو نص تقييمي معيّن».
ويتزامن المعرض مع رئاسة جامعة نيويورك أبوظبي لشبكة المناخ الجامعية التي تتكون من جامعات ومؤسسات تعليمية محلية تتعاون لتنظيم الحوارات والفعاليات العامة ونشر موجزات السياسة وتشجيع المشاركة الشبابية في الفترة ما قبل مؤتمر الأطراف 28 COP وإلى ما بعد ذلك.