السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وسائل التواصل.. نوافذ معززة للإبداع

مواقع التواصل أتاحت لأعمال المبدعين منصات انتشار (من المصدر)
1 سبتمبر 2023 01:03

سعيد ياسين (القاهرة)

عانى المبدعون في مجالات القصة والرواية والفن التشكيلي والكاريكاتير وغيرها من أنواع الفنون طوال العقود الماضية، من تراجع مستويات وصول إنتاجهم الأدبي والفكري إلى الجمهور، في ظل تقلص عدد دور النشر، والمعارض الفنية في العديد من البلدان، ورغم تزايد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً وإتاحتها فرص عرض إنتاج المبدعين من دون الدخول في دوامة الروتين والتكاليف المادية، فإن هنالك من المثقفين من يرى أيضاً أن قيمة الكتب الورقية المطبوعة والمعارض ذات الصلة لها طابع خاص ولا يمكن تجاوزها بأي حال. 
«الاتحاد» استطلعت آراء عدد من الكتاب والأدباء والفنانين حول دور «السوشيال ميديا» و«النشر الإلكتروني»، وهل أضاف للإبداع نوافذ انتشار جديدة أم أن له دوراً سلبياً عليه؟
في البداية، قالت الروائية نهى داوود، التي أصدرت عدداً من الروايات، إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم المنافذ التي يطل منها الكاتب على القراء، وقد تعرّف المئات من رواد وجمهور معارض الكتب على المبدعين من خلال المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر يمثل تحدياً كبيراً للمبدع، كونه يستطيع تقديم أعمال جيدة وفي الوقت نفسه يصل الجمهور إليها بسهولة، شريطة ألا يتعالى على السوشيال ميديا مهما بلغت جودته في الكتابة، وأن يحترم الواقع ويتحرك بحساباته.
ويعترف الباحث والفنان التشكيلي والشاعر محمود الشنقرابي، بأن مواقع التواصل أضافت الكثير لمبدعي الفن التشكيلي ورسامي الكاريكاتير في ظل تراجع إقامة المعارض الفردية والجماعية، وأيضاً تراجع بعض الصحف الورقية التي كانت تستوعب عشرات الرسوم يومياً للفنانين.
وأشار إلى أن السوشيال ميديا عرفته أكثر بالجمهور، وأن لوحاته وأعماله التي ينشرها أولاً بأول فور الانتهاء منها أتاحت له فرص التواصل مع بقطاع عريض من الجمهور من مختلف الدول العربية، وخاصة أن جمهوره على مواقع التواصل فاق عدد جمهوره الفني الذي كونه على مدار ستين عاماً.
وترى الأديبة إيمان العمري، أن للسوشيال ميديا جوانب إيجابية كثيرة على عكس ما يردده بعض من يركزون على إبراز جوانبها السلبية والسيئة على الثقافة والإبداع، والحال أنها كأي شيء آخر تحتوي على الجيد والرديء، وفي مجال الأدب أفادت الكتاب كثيراً، حيث سهلت تعارف الكتاب فيما بينهم، ويسرت تبادل الخبرات ومعرفة ما يتم طرحه في الأسواق، دون المرور على المكتبات بحثاً عن المعروض، إضافة لاحتواء غالبية المواقع على صفحات كاملة لكتاب عالميين وقدامى، وهؤلاء يمكن تحميل كتاباتهم من مواقعهم وتفادي أي مصاعب عملية قد تعرقل شراءها.
وقالت إن الكتاب الإلكتروني لن يلغي الكتاب الورقي، بدليل استمرار إقامة معارض الكتب بانتظام، وتزايد عدد الكتب المطبوعة والإقبال على شرائها.
أما الفنان التشكيلي السوري إبراهيم الحسون، فقد اعتبر أن مواقع التواصل، نوافذ مهمة للمبدع، ومجانية لعرض إنتاجه الابداعي، وخصوصاً أنها تصل لأكبر شريحة ممكنة.
أما الكاتب والروائي محمد رفعت فينظر إلى الأمر من زاوية أخرى، ويرى أنه رغم إتاحة المنصات الإلكترونية الفرصة للعديد من الكتاب خاصة للجدد، فإنها في المقابل ساهمت أحياناً أيضاً في تبديد حقوقهم، في بعض البلدان، في ظل عدم وجود قوانين تحكم العلاقة بين الناشر والكاتب أو تحفظ حقوق الملكية الفكرية بشكل حاسم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©