عدد اليوم
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
البراعم الخضراء، قصة نجاح لمواهب إماراتية من مدينة العين الجميلة، حركتهم ملَكة الإبداع الكتابي والفني ليحلقوا في فضاء خدمي تفاعلي أرحب، هذا الفضاء الذي يحقق لهم فرصة الانتقال من التعبير على الورقة واللوحة إلى إبداع واقعي في مجالات خدمية متعددة، يؤكدون من خلالها وعيهم بمتطلبات وطنهم، وحرصهم على أن يقدموا أجمل أفكارهم في سبيل رفعته.
«الاتحاد» سبق لها تسليط الضوء على العديد من البراعم الإبداعية من خلال برنامج «مواهب»، حيث تابعتهم في تطلعاتهم ورصدتهم وهم يحققون بعض أحلامهم بدعم أسرهم والمجتمع، ذلك الدعم الذي يأتي دائماً انعكاساً لدعم أكبر وأوسع وأشمل تقدمه القيادة الرشيدة لجيل الخمسين القادمة.
في البداية، قالت الطفلة الموهوبة غاية سعد الأحبابي التي تتولى إدارة الفريق: «بدأت الفكرة تتبلور في أذهاننا أنا وأصدقائي وصديقاتي منذ فترة، ثم دعمها أولياء أمورنا بعد عرضها عليهم، فبداخل كل منا مواهب تدفعه ليس فقط لأن يصقلها دائماً بالتدريب والمشاركة في الجوائز التي فزنا بالعديد منها داخلياً وخارجياً، ولكن أيضاً لأن نجتمع ونفكر في أن نكرس كل تلك المواهب والقدرات في خدمة وطننا الغالي الإمارات». وأضافت: «نشكر قيادتنا الرشيدة التي تقدم لنا الدعم الدائم، كما نشكر كل الجهات التي ساعدتنا على تنفيذ أفكارنا الإبداعية والخدمية، وأولياء أمورنا الذين قدموا لنا كل ما يدفعنا إلى النجاح».
وتابعت غاية الأحبابي: «قام أعضاء فريق البراعم الخضراء الذي يعد أول فريق بإدارة الأطفال على مستوى الدولة بالعديد من المبادرات، بعد أن وزعوا مهام عملهم، حيث أسندوا المجال البيئي إليّ، والفني لشما محمد الساعدي، والإعلامي لنيلا سعد الأحبابي، والثقافي للريان هلال الهنائي، والتقني لحمد سعد الأحبابي، والتراثي لميثا محمد المنصوري، والزراعي لمصلح سعيد العرياني، والمجتمعي لمريم محمد الساعدي، والديني لهدى هلال الهنائي».
رؤية الفريق ورسالته
وتتجسد رؤية الفريق في تحقيق الريادة في تطبيق أهداف الاستدامة مع الحفاظ على بيئة نظيفة متنوعة بيولوجياً بحلول عام 2071، أما الرسالة فتتجسد في إعداد الأطفال واليافعين كجيل واعٍ ببيئته واستدامة ثقافته، مبادرين للحفاظ عليها، قادرين على التعامل مع تحدياتها لضمان العيش فيها وفق أرفع مستويات جودة الحياة وفي أفضل الظروف بعد خمسين عاماً من الآن.
أهداف البراعم الخضراء
وضع فريق البراعم الخضراء أهدافه التي تتمثل في ترسيخ الاستدامة الثقافية والمعرفة البيئية بين الأطفال واليافعين، وتعزيز القيم الاجتماعية والدينية التي تدعم حماية البيئة، وكذلك توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، والحفاظ على بيئة خالية من التلوث من خلال حملات التنظيف البيئية، بالإضافة إلى غرس قيمة العمل التطوعي في نفوس الأفراد، وكذلك تعديل سلوكيات المجتمع اليومية في كيفية المحافظة على البيئة.
مبادرات وأنشطة نوعية
قام فريق البراعم الخضراء بتنفيذ عدد كبير من المبادرات والأنشطة، كان آخرها المشاركة في تنظيم احتفالية بمناسبة يوم المرأة الإماراتية 2023، حيث تم خلالها تكريم 100 سيدة تقديراً لدورهن البارز في خدمة المجتمع في مجال التربية والتعليم والثقافة والصحة والتطوع والعطاء، وذلك على مسرح مركز جبل حفيت المجتمعي في مؤسسة التنمية الأسرية بمدينة العين، ومن بين الفعاليات التي نظمها الفريق تلك الفعالية الترفيهية التي نظمت للأطفال في المبزرة ضمن مهرجان المبزرة، وحملة تنظيف بر النباغ بالعين، وتوعية أصحاب البقالات باستخدام الأكياس الصديقة للبيئة بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي، حيث استهدف الفريق ما يقارب عشر بقالات مختلفة في مدينة العين، وكذلك حملة توعوية ضد استخدام الأكياس البلاستيكية بالتعاون مع فريق «عونك يا وطن» في الجيمي مول، حيث تم تجميع أكثر من 500 علبة بلاستيكية ووضعها في المكان المخصص لها في العين مول.
وكذلك المشاركة في مبادرة صناعة فرحة عيد، للمساهمة في إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأيتام بالتعاون مع فريق «شكراً لعطائك التطوعي»، وفوز الفريق بالمركز الأول في مسابقة أفضل ركن، بالإضافة إلى المشاركة في مبادرة «من خيرات بلادي» التي تهدف لتجميع الرطب وتغليفه وتوزيعه على الأسر المتعففة، بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية، حيث قام الفريق بتشجيع أهالي العين على تجميع الرطب. وكذلك المشاركة في فعالية تكريم أهل القرآن بالتعاون مع فريق «شكراً لعطائك التطوعي»، كما شارك أعضاء من فريق البراعم الخضراء في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان: «استدامة المواهب»، بالتعاون مع مكتبة زايد الإنسانية، وذلك في مقر التنمية الأسرية بالعين، كما شارك فريق البراعم الخضراء كذلك بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في مبادرة من أطفال الإمارات إلى أطفال العالم التي هدفت إلى مساعدة الأطفال في تركيا وسوريا بعد الزلزال الماضي الذي شهده البلدان بتجميع الألعاب والهدايا وإرسالها إليهم
مواهب واعدة
فضلاً عن الجوانب الاجتماعية لدى كثير من البراعم المشاركة في الفريق أيضاً مواهب متميزة وواعدة في مجالات الأدب والشعر والرسم والفنون التشكيلية، ولذا يمكن أن يصبح هذا الفريق نواة لتنمية مواهبهم، وتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم، فقد حصد العديدون منهم جوائز في مجال كتابة القصة والقصيدة والمسرح وفعاليات القراءة، وشارك آخرون برسوماتهم الواعدة في معارض فنية. وشارك بعض أعضاء فريق البراعم الخضراء في معارض الكتب المحلية، خاصة معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض العين للكتاب.
وشارك بعض البراعم كذلك بأعمالهم الأدبية والإبداعية في كتاب «قصة الخمسين» الذي تم إطلاقه ضمن مبادرة «أقدر» العالمية، ولقي استحساناً في معارض الكتاب المحلية.
