محمد نجيم (الرباط)
فاز الكاتب والروائي سعيد خطيبي بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب، عن روايته، «نهاية الصحراء» التي اعتبرتها لجنة تحكيم الجائزة رواية متميزة بالأصالة في الأسلوب، وبالتكنيك الروائي القائم على التشويق، من حيث تنسيق الأحداث وترتيبها وتصاعدها. وينتمي هذا العمل إلى الرواية البوليسية التاريخية النادرة في الأدب العربي المعاصر التي تخاطب جيل الشباب، ويتميز نصه باللغة السردية المتقنة، المتدفقة دون انقطاع أو إرهاق للقارئ.
وفي حديث لـ«الاتحاد»، قال سعيد خطيبي: إن التتويج بجائزة الشيخ زايد للكتاب حدث كبير في مسار الكاتب، كما يزيد شعوري بالمسؤولية إزاء الكتابة. وقد سرّني جداً ما ورد في تقرير الجائزة، من توصيف دقيق للرّواية بكلمات مختصرة وعارفة نفذت إلى جوهرها. فقد كتبت رواية «نهاية الصحراء» وفي بالي مصائر بلدان عربية عديدة، خرجت من الاستعمار، تحمل على أكتافها أحلاماً كبيرة من أجل البناء والتّغيير، قبل أن تصطدم بواقع مختلف وحائط من الخيبات. إن التّقلبات التاريخية التي عشناها في عالمنا العربي لا يتسع لها سوى الأدب، من أجل استعادة روح الإنسان، وإعادة النّظر في المصائر البشرية المتقاطعة فيما بينها. فالأدب، ولاسيما الرواية، هو النافذة التي من الممكن أن نطلّ منها لفهم ما حصل لنا، ومن أجل أن نتفادى الوقوع في الانزلاقات عينها التي مررنا بها في وقت مضى.
وبخصوص المشهد الأدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال سعيد خطيبي: أنا متابع لما يجري من حراك أدبي مهم هناك، وظهور أجيال جديدة من الكتّاب، تلت جيل المؤسسين، في علاقة صلة، تؤسس فيما بينها، وترفع صروح الأدب في هذا البلد الكريم، الذي يمتلك مناخاً يحفّز على الإبداع وعلى الإنتاج. وفي رأيي أن التراكم الذي يحصل سيرفع من نسق الإنتاج الأدبي إلى أشواط بعيدة، ومن شأنه أن يحوّل الرّواية إلى ظاهرة ثقافية في هذا البلد المنفتح على التّعدّد وعلى التّسامح في الرّأي وفي الثّقافة.