الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ستار كاووش: أنهل من عوالم ألف ليلة وليلة

لوحة للفنان ستار كاووش (من المصدر)
25 يوليو 2023 01:05

محمد نجيم (الرباط)

ستار كاووش، فنان تشكيلي عراقي يقيم منذ سنوات في هولندا، عرضت أعماله في عدد من بلدان العالم من بينها الإمارات والعراق والأردن وإيطاليا والولايات المتحدة والسويد، كما عرضت لوحاته في معرض فردي نظم في بيت الفنان الهولندي الشهير فنست فان كوخ.
«الاتحاد» التقت الفنان التشكيلي ستار كاووش وكان هذا الحوار.
وفي البداية قال الفنان كاروش: أنا رسام عراقي أبحث عن موطئ قدم في هذا العالم. أعيش منذ ثلاثين عاماً في أوروبا، أرسم وأعرض لوحاتي، وكذلك أتنقل بين المدن لرؤية متاحفها التي تمنحني نوافذ جديدة تجعلني أمضي مع تجربتي بطريقة تناسبني. أشعر بأني أعيش بين ثقافتين، حيث قضيت نصف عمري في العراق والنصف الآخر في الغرب. وهكذا أنهل بإحدى يديَّ من عوالم ألف ليلة وليلة ومناخات بغداد، وباليد الأخرى أقطف ما ينفعني من عوالم أوروبا وتاريخها التشكيلي ومدارسها المتنوعة. وهذا الأمر صار جزءاً من حياتي ومن لوحاتي التي يمكنني أن أُشَبِّهُها بإفطاري الصباحي حين أفرش الجبنة الهولندية على رغيف الخبز العراقي وأتناولهما معاً.
وعن اختياره التشكيل كفن وممارسة، يقول أشعر بأني ولدتُ كي أكون صانع صور من نوع ما، ومنذ بالبدايات الأولى، كانت هذه الرغبة تتأكد أكثر فأكثر، حيث كانت يدي تطاوع عيني وذهني وأنا أمرر القلم على أية ورقة، وكانت الأشكال تنساب بنعومة وسهولة وهي تتحرك مع تحرك يدي الممسكة بالقلم. وبعد هذا الوقت الطويل، لا أعرف الآن جواباً مناسباً حقاً لهذا السؤال، لأن الأمر قد أصبح جزءاً من حياتي، بل هو أهم جانب في حياتي، حيث أقضي ثماني ساعات يومياً في المرسم. إنه عملي الذي تفرغت له تماماً، حيث لا يشغلني شيء كل صباح سوى التوجه نحو باب المرسم والعيش وسط هذه التفاصيل الجميلة واللوحات غير المكتملة ومواد الرسم التي أخذت أماكنها بغير انتظام على هذه الطاولة أو تلك الزاوية من المرسم.
أسطورة شخصية
والفن بالنسبة للفنان ستار كاووش هو نوع من الأسطورة، وكل فنان له أسطورته الشخصية التي يجتهد ويعمل على إبقاء نارها مشتعلة. فأنا، يقول الفنان، لا أقلِّدُ الطبيعة ولا أُحاكي الواقع تماماً، بل أحاول أن أفتح نافذتي الخاصة التي تطل على مشهد خاص يمثلني ويعكس رؤيتي التشكيلية. وفي هولندا حلمتُ ذات مرة بأن لديَّ جناحين أطير بهما من هولندا إلى بغداد حيث أمي التي فارقتها وقتاً طويلاً جداً. وقد استهواني بعدها هذا الموضوع ولم يفارق مخيلتي، ولذا أدخلته في مجموعة من اللوحات، وهكذا ظهرت الأجنحة والأشخاص الذين يحلقون عالياً في الكثير من لوحاتي التي منحتها أسماء تقول الكفاية حول هذا الموضوع، مثل «شوق إلى البيت» و«الملاك الحارس» وغيرهما كثير. وأشعر بأني قد وضعتُ في هذه اللوحات نوعاً من الرمزية، وكانت بمثابة أسطورة شخصية بالنسبة لي، وقد اختارتْ منظمة العفو الدولية واحدة من لوحاتي التي فيها أشخاص مجنحون، وطبعتها بطاقة بريدية أنيقة وُزعت في بلدان كثيرة من العالم.
الغربة
وعن إحساسه بالغربة في بلد بعيد عن العراق، قال ستار كاووش: الاغتراب أمر ذو حدين، ولكن عليك هنا أن تعرف إمكاناتك جيداً وتوظفها بشكل صحيح. وما حملته معي يمكن اختصاره بكلمة واحدة هي الطموح، وهذا يعني أن لا أتوقف أمام الصعوبات، ولا أكف عن المحاولات حتى أنجح، فعليَّ تَعَلُّم مهارات جديدة وإتقان لغة البلد الذي أنا فيه، وبدلاً من أن أركل حجارة الطريق، أبني منها بيتاً. وهوية الفنان الحقيقية هي العمل الجاد والاجتهاد ودفع الموهبة نحو مناطق جديدة وغير متوقعة. مع ذلك يبقى الإبداع الحقيقي أكبر من أية هوية أو عرق وانتماء.
التشكيل في الإمارات 
وعن رأيه في المشهد التشكيلي الإماراتي، قال الفنان ستار كاووش، إن التشكيل الإماراتي يضع نفسه في الواجهة والصدارة بعد جهود مذهلة وإنجازات مبهرة قامت بها المؤسسات الفنية، ودعم الدولة، وكذلك اجتهاد الفنانين في تقديم تقنيات وأساليب مستلهمة من روح ثقافة الإمارات وممزوجة مع تيارات الفن العالمي. وهناك الكثير من الأسماء المهمة التي فتحت نافذة حقيقية تُرينا جمال وقوة التشكيل الإماراتي. فلا يمكن أن نتجاهل مبدعة مثل نجاة مكي التي هي ليست فقط أول فنانة إماراتية تحصل على بعثة لدراسة الرسم، بل إن حضورها الشخصي المميز وأعمالها المدهشة هو ما وضعها في طليعة فناني اليوم، حيث عادت لينابيع الطفولة ووظفت البيئة والفلكلور، وكل ذلك أعطاها مكانة مرموقة. وكذلك فنان مثل عبدالقادر الريس الذي اشتهر بأعماله التجريدية، ذات الأشكال الهندسية والكتابات العربية، وتوظيفه مفردات مثل النخيل أو الأبواب القديمة وغيرها من مفردات البيئة، وتقديمها بطريقة معاصرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©