هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية العدد الأول من مجلة «المقطع»، وهي مجلة فصلية، تهتم بالشأن التاريخي الثقافي والمواضيع المتنوعة التي تحرص على تقديم تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراثها بطابع ثقافي اجتماعي يهم القارئ، ويمده بالمعلومات المُلهمة، حيث تناول ملف العدد الأول من المجلة موضوع «الإمارات والاستدامة» تماشياً مع رؤية دولة الإمارات ورؤى القيادة الرشيدة، مواكبة للأفكار الوطنية والاستراتيجيات التي تهدف إلى تعزيز المشهد الفكري الثقافي وتنمية الوعي الوطني، ما يسهم في إثراء الذاكرة الوطنية.
وكانت شخصية العدد الأول من «المقطع» عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجاءت تحت عنوان: «النشأة الدينية والتعليم، وتكوين شخصية الشيخ زايد»، ساردة تفاصيل شخصية عن النشأة وأهم الملامح التي تأثر بها في حياته. ثم تطرق العدد إلى عدة مواضيع من ضمنها «المقطع.. الطريق إلى قلب أبوظبي يبدأ من هنا»، مقدماً لوحة تجمع التاريخ والمعاصرة.
واحتوت المجلة في عددها الأول، على مجموعة من العناوين، من ضمنها: الاستدامة في الإمارات، مصدر.. الاستدامة في قلب أبوظبي، ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ في أبوظبي، نافذة على الأرشيف، مكتبة محمد بن راشد.. تحفة معرفية صديقة للبيئة، المقطع.. بداية الحكاية، والعديد من المواضيع الأخرى المتنوعة والمختلفة في شتى مجالات المعرفة.
نموذج ملهم
وقال عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، في كلمته بهذه المناسبة: تُمثل مجلة «المقطع» واحدة من المبادرات الثقافية التي تستفيد من هذا المناخ الثقافي المزدهر، وتسعى لأن تضيف إليه من خلال المحتوى الذي يولي مجال الأرشفة والمكتبات قسماً كبيراً من اهتمامه، أو من خلال المواد النوعية التي تطمح المجلة إلى تقديمها. وتشمل نطاقات اهتمام المجلة أيضاً إلقاء الضوء على ما يبذله الأرشيف والمكتبة الوطنية من جهود، وما يحققه من إنجازات ونجاحات، باعتباره مؤسسة ثقافية رائدة في مجال تخصصها، وذاكرة حقيقية وموثقة لكل ما شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة في مراحل التأسيس والبناء، وصرحاً وطنياً استطاع أن يُقدم نموذجاً ملهماً للكفاءة والقدرة على التطور، بدعم غير محدود من القيادة الحكيمة، وتقدير حجم المهمة والمسؤولية التي يتحملها والمعايير المهنية العالية التي حرص عليها خلال خمسة عقود ونصف عقد من العمل الجاد.
وتابع آل علي: ستفتح المجلة صفحاتها لطيفٍ واسع من الموضوعات أيضاً، وعلى رأسها توثيق الإنجازات والمحطات الملهمة لقادة الدولة وشيوخها وكبار رجالاتها، وتوثيق التاريخ المجتمعي الذي لا يزال بحاجة إلى الكثير من الجهد، اعتماداً على ما جمعه الأرشيف والمكتبة الوطنية من وثائق ومصادر ومقتنيات حول التاريخ السياسي والاجتماعي للدولة والمنطقة كلها، من مختلف أنحاء العالم. وتشمل الأنواع الإعلامية التي ستقدمها «المقطع»: التحقيقات الموثقة ذات الصلة بالمجتمع الإماراتي وتاريخه الثري، والتقارير والتحقيقات، والمقالات التي تشمل مجالات الثقافة والفنون والآداب في الدولة، وما تشهده من زخم الفعاليات والأنشطة الثقافية والإبداعية، مع الحرص على إتاحة الفرصة للأقلام الإماراتية المبدعة، لأنها الأقدر على مقاربة الموضوعات الوطنية من خلال الفهم الدقيق والوعي العميق بجوانبها، والإدراك المتبصر لجذورها وأصولها وللوشائج والعلاقات والصلات التي تربط بينها، آملين أن تكون هذه المجلة مرجعاً أساسياً للقراء والباحثين حول الدولة في مختلف المجالات.
معايير إبداعية
وبيّنت ندى الزرعوني، مديرة التحرير، أن المجلة تحتوي على عدة أبواب متنوعة، هي: «حكاية وثيقة، مجتمع تريند، مكان في الذاكرة، نافذة على الأرشيف، تاريخ الأشياء، بعيون زائر، في المكتبة، ترجمات، في أدب الرحلات، عين على، أسماء لا تنسى، من ذاكرتهم». وهذا التنوّع يجعلنا أمام طيف ثقافي تاريخي له ركيزة ثابتة ومعايير إبداعية ملهمة تسرد مدى روح المجلة المنبثق من هوية الأرشيف والمكتبة الوطنية، والجهود التي يسعى لتحقيقها في ترسيخ وإثراء الذاكرة الوطنية، مؤكدة أن المجلة ستخاطب القارئ بلغة العصر مع تبسيط المعلومات القيّمة لتسهيل إيصالها، وتقريبه من المحتوى والمضمون الذي ستطرحه «المقطع»، فهي تأتي ضمن هدف الأرشيف والمكتبة الوطنية السامي، وسيجد من خلالها الشباب اليوم قصة تاريخهم العريق، وذاكرة وطنهم الغالي.