أحمد عاطف (القاهرة)
أعاد إحياء حرفة الرسم بالخط العربي على الأواني الفخارية، بعد أن تعلمها من والده، وسنحت له الفرصة لتعلم أنواع الخطوط لينجح في النهاية في وضع بصمته الخاصة في هذا المجال بطريقة غير تقليدية، فقد أغرم الفنان المغربي محمد رضي بطريقة والده، وكيف تتلوى الحروف وتتشكل بين أنامله لتخرج في حلة فنية جديدة.
التحق رضي بالمركز المهني لفنون الصناعة التقليدية في مدينة آسفي، وبدأ تعلم الرسم على الطين والفخار والخزف، ليجد متعة وراحة في الرسم على الأواني الفخارية والخزفية، وقرر ألا يكون مجرد دارس لهذا النوع من الرسم وأن تكون له بصمة خاصة.
رضي، البالغ من العمر 30 عاماً، قال لـ«الاتحاد» إنه طور شغفه بالرسم على الخزف والفخار بالدراسة، وقرر أن تكون هوايته وموهبته احترافاً، فاتجه إلى الرسم على الأواني وبيعها في متجر صغير، وفوجئ بردود فعل زواره الذين طلبوا منه كتابة أسمائهم على الأواني، وطلب آخرون كتابة آيات من القرآن الكريم.
ويصف الخط العربي بأنه لسان اليد وحامل الفكر الذي ساهم بدور كبير في إثراء التاريخ الأصيل، وأن العرب جميعاً يحملون لفن الخط العربي كل التقدير والإعجاب، ويعد أحد أهم مجالات الإبداع في التراث، ولذلك يدمج رضي بين تراث مدينته وتراثه العربي الكبير، فقد اختار اللون الأزرق رمز مدينة آسفي ليكون المفضل لديه للرسم على الأواني بالحروف العربية، وهو ما يفضله كثير من الأجانب الزائرين لمتجره، لأنه يقدم لهم ذكرى من المدينة المغربية والتراث العربي في آن واحد.
ويطمح رضي أن تتوسع دائرة زبائنه من الأجانب المارين بالمدينة، فهم الأولى باقتناء الأواني ذات الخطوط العربية حتى تتزين منازلهم بجزء من التراث المغربي والعربي، وحتى تعود الصناعات التقليدية إلى الانتعاش. ودعا الفنان المغربي الشباب للعودة إلى الصناعات والحرف التقليدية التي لم يعد لها تواجداً كبيراً بعد أن كان الصناع والحرفيون العرب رواداً فيها، ولذلك يحاول تشجيع النشء على ارتياد هذه الفنون الأصيلة الجميلة، وقد أخذ على عاتقه مهمة تغيير الصورة النمطية عنها.