محمد نجيم (الرباط)
بتقنيات جديدة ولغة بصرية يغلب عليها النفس الحداثي، برع الفنان المغربي إلياس السلفاتي في طرح أفكاره وسردياته الجمالية الغريبة والخارجة عن المألوف والنمطي للتعبير عن فلسفته ورؤيته للعالم والأشياء، فأعماله المعروضة برواق من أروقة الدار البيضاء تحت شعار «الغابة بداخلي»، تأخذ المتلقي إلى عوالم من السحر الغرابة والدهشة واللذة الجمالية لطرح أسئلة فلسفية شائكة عن علاقة الأعمال المعروضة بالواقع، كون تلك الأعمال تبدو فيها الحيوانات العملاقة والخيول الغريبة والغزلان والحشرات الضخمة التي تلبس الأحذية في مشاهد أقرب إلى السريالية، التي تحيلنا إلى أعمال الفنان العالمي سلفادور دالي وآخرين من سفراء الفن الغرائبي.
لوحات وتنصيبات الفنان إلياس السلفاتي، الذي قدم أعماله في عديد من المعارض الفردية والجماعية في إسبانيا، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، وفاز بجوائز عالمية، تُسائل واقع الإنسان وانكسار الذات ومصير البشرية المضطرب، مُنتقداً ما وصلت إليه الإنسانية من أعطاب وهزات جراء الحروب والأوبئة، أعمال تطرح الكثير من الأفكار التي تهز المتلقي وتأخذه إلى رحلة داخل متاهات القلق والأسئلة، من خلال رسومات تنطق بالرموز والمعاني المعبرة بألوان داكنة وأخرى فاتحة تحيل إلى تراجيديا الإنسان المعاصر والمقيد بالأسئلة الفلسفية المقلقة، لوحات تكون في غالبها أحادية اللون، يطرح فيها الفنان أفكاره وتصوراته مؤكدة الاغتراب الوجودي للفنان وما يمور في أعماقه من أسئلة.
يقول الفنان إلياس السلفاتي، إن لوحاته ومجسماته وتنصيباته الفنية، بغرابتها ودهشتها، هي إشارات التصدّي للتهميش والإقصاء والعنصرية والحد من حرية التنقل والتعبير، ويوضح قائلاً: «ما يتضمنه المعرض من لوحات هو جزء بسيط من أعمالي العديدة التي أستلهمها من الواقع المعيش، وكذلك من تجاربي العديدة التي عشتها في بعض البلدان الأوروبية والأميركية، وهي تراكم حياتي لسنين عديدة لامست فيها الاحتكاك مع مختلف الأجناس، رغم أن مشاعر وأحاسيس الناس هي واحدة حتى وإن اختلفت الأزمنة والأمكنة».
أما الناقدة الجمالية ماري يافيل، فتصف أعمال الفنان إلياس السلفاتي في كتيب المعرض بكونها نداء إلى الغابة، هو نداء لمكانٍ حيوي بارز، صامت وهادئ في وقت واحد».