فاطمة عطفة (أبوظبي)
رواية «تغريبة القافر» للكاتب العماني زهران القاسمي، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2023، كانت موضوع مناقشة في الجلسة التي نظمها صالون «الملتقى الأدبي» بمشاركة المؤلف عن بُعد، وأدارت جلسة الحوار أسماء صدّيق المطوّع، مؤسسة الصالون.
وجاء في مداخلة أسماء المطوع أن الرواية تتعرض لجانب من الماضي الغني، وتعرض للواقع الذي عاشه الناس في قديم الزمان المختلط بالأسطورة بعمقها الفلسفي وجذرها التاريخي، مشيرة إلى أن الأساطير حكمت خيال الناس ووجهتهم للحكم على الأشياء، بداية بحكمهم على مريم الغريقة، ونهاية بمعاملة الناس لابنها الذي دارت حوله الأحداث. وأوضحت أن البطل الأساسي هو الماء والبحث عنه والتحلق حوله، وارتباط الناس به، والماء العامل الذي جمع وفرق الشخصيات في الرواية، مبينة أن الرواية تسافر بالقارئ في الزمان والمكان.
جانب أسطوري
وأضافت المطوع أن الجانب الأسطوري في الرواية جاء ليوضح كيف كانت حياة الناس في منطقتنا لزمن ليس ببعيد، فأضفت مفردات السحر والجن قيمة أدبية وفنية على الأحداث وعكست إنسانية الشخصيات، وتم توظيف الخوف في سياق الحبكة بشكل معكوس، فتارة خوف الجيران من سالم حيث فسروا غرابته بمصاحبته للجن، ومرة الخوف عليه من الآخرين ومنهم: مربيته ووالده وآخرون.
وفسر الكاتب عنوان الرواية قائلاً إن «القافر» في اللغة هو الذي يقتفي الأثر، ومنه الباحث عن الماء، كما أن «التغريبة» تعني السيرة، ومنها تغريبة بني هلال. وأكد على اختيار لغة القرية لتكون بسيطة ومنسجمة مع المحيط الاجتماعي وسياق الأحداث.
وتعددت مداخلات سيدات الملتقى، حيث أشارت رنا منزلجي في مداخلتها إلى أن الأشياء في الرواية مرتبطة بالبيئة والحكايات، كما جاء الماء ليشكل الدينامو المحرك للأحداث، بدءاً من الجنين الذي يعيش في رحم أمه التي قضت في البئر. وترى منزلجي أن الرواية تمتاز بقوة اللغة وجمالية السرد، لافتة إلى أن الكاتب يظهر قوة المرأة في الرواية، وهي متمكنة بعكس الرجل الذي نجده هشاً، كما أن الخاتمة المفتوحة بالعمل أعطته قوة.
بدورها، أشارت نادية طرابيشي إلى أن عنصر التشويق في الرواية أضفى عليها أهمية بالغة، وخاصة من خلال الجهد الكبير في الحفر والعثور على الماء، كما أن تعدد الشخصيات خدم العمل وأعطاه غنى وشكلاً مختلفاً، والرواية تنهل من المخزون الحضاري في عمان وتساءلت: هل الماء في الرواية هو تكريم للبيئة في عمان؟