الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«اللوفر أبوظبي» يتسلّم قطعتَين فنّيتَين مُعارتَين من مالطا

«اللوفر أبوظبي» يتسلّم قطعتَين فنّيتَين مُعارتَين من مالطا
1 يونيو 2023 20:39

أبوظبي (الاتحاد) 
أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن انضمام قطعتَين فنّيتَين مُميزَتَين معارتَين من المتحف الوطني للآثار في فاليتا ومتحف اللوفر في باريس، على هامش احتفال دولة الإمارات بمرور خمسين عاماً على نشأة العلاقة الدبلوماسية التي تربطها بجمهورية مالطا، ومن المقرر أن يشهد متحف اللوفر أبوظبي عرض نُصُبَين زخرفيَّين للمرة الأولى بعد افتراقهما لأكثر من 240 عاماً ليكونَا متاحَين أمام الجمهور لمدة عام بدايةً من مايو 2023 وحتى يونيو 2024.
يوبيل ذهبي
في هذا الصدد، قالت ماريا كاميليري كاليجا، سفيرة جمهورية مالطا في الدولة: «يمثل عام 2023 فترة مهمة لبلدَينا، حيث نحتفل باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاماً على نشأة العلاقة الدبلوماسية التي بدأت بين البلدَين عام 1973، والتي تشهد نمواً وتطوراً عاماً تلو آخر. وتعتز مالطا بالشراكة التي تجمعها بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حيث يمكننا أن نجني الآن ثمار هذه الشراكة من خلال تعاون مؤسستَين بارزتَين هما: مؤسسة مالطا للتراث ومتحف اللوفر أبوظبي، حيث نجحت جهودهما المتميزة، بالتعاون مع متحف اللوفر في باريس، في تقديم إطار سردي للجهود العلمية، إضافةً إلى تسليط الضوء على غموض الماضي ومغامراته التي تصحبنا في رحلة نعرف خلالها كيف فرَّق القدَر بين هذَين النُّصُبَين المُكتشفَين في مالطا، وكيف اجتمعا عن قصد»، مضيفة: «مع أن هذا المعرض هو الأول من نوعه الذي تقيمه مالطا في اللوفر أبوظبي، إلا أنني واثقة من أنه لن يكون الأخير».
لحظة فارقة
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «اجتماع هذين العمودين الزخرفيين الاستثنائيين في متحف اللوفر أبوظبي بعد فراق دليل على نجاحنا في إنجاز مهمتنا المتمثلة في سرد قصص الروابط الثقافية، حيث سيُعرض نُصُبا مالطا (سيبي) معاً للمرة الأولى منذ أكثر من 240 عاماً، ما يمثل لحظة فارقة في مساعينا الرامية إلى الحفاظ على تراثنا المشترك والاحتفاء به. وتجسد هذه القطع المُعارة إلى المتحف قدرة الفن على بناء جسور التواصل عبر الزمان والمكان وبين الحضارات». وأضاف: «نجحنا في جمع هاتين القطعتين الفنيتين من خلال تعاوننا مع المتحف الوطني للآثار في فاليتا، مالطا، ومتحف اللوفر في باريس. وتعد هذه فرصة نادرة للزوّار لتأمّل نُصُبي مالطا (سيبي) عن قرب والاستمتاع بتجربة ثقافية ثرية».
خطوة مهمة
من جانبه، قال نويل زاميت، المدير التنفيذي لمؤسسة مالطا للتراث: «احتفظت مالطا بروابط قوية تجمعها بدولة الإمارات، حيث يتعاون البلدان لتعزيز هذه العلاقة من خلال دبلوماسية التراث الثقافي. كما يشارك البلدان، في حوار ثقافي يضم ثلاث دول. ويشكل هذا التعاون خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك الهدف. وتُعَدّ هذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها مالطا مع اللوفر أبوظبي في إطار هذا التعاون، ونأمل أن يمهد هذا التعاون الطريق لتعزيز العلاقة بينهما في المستقبل».
وأضاف: «من خلال إعارة هذَين النُّصُبَين لمتحف اللوفر أبوظبي، فإننا نستعيد ذكريات التعاون والعلاقات الدبلوماسية التي نشأت في القرن الثامن عشر، عندما أرسلت مالطا نسخاً من النُّصُبَين إلى الخارج لفك الرموز المنقوشة عليهما. ونتيجةً لذلك، عرضت منظمة «فرسان القديس يوحنا» أحد النُّصُبَين على أكاديمية النقوش والآداب الفرنسية، تقديراً لفك رموز النُّصُبَين على يد عالم النقوش الأثريّة الفرنسي الأب بارتليمي، لتتسلم فرنسا النُّصُب عام 1782».

شهرة عالمية
وقالت هيلين لومو، كبيرة أمناء قسم آثار الشرق الأدنى في متحف اللوفر في باريس: «إضافةً إلى كون هذَين النُّصُبَين محل دراسة وإشادة بفضل فك رموزهما الفينيقية على يد عالم النقوش الأثريّة الفرنسي الأب بارتليمي في عام 1758، فإنهما مثيران للاهتمام أيضاً من المنظورَين الأثري والتاريخي. ونظراً إلى كون هذَين النُّصُبَين قد قُدِّمَا في القرن الثاني قبل الميلاد من قِبَل شقيقَين من مدينة صور الفينيقية للإله ملقارت في أحد معابد مالطا، فإنهما يُظهِران نقوشاً ثنائية اللغة في إطار الاهتمام بتحقيق شهرة عالمية لهذه النقوش. ويعد نُصُبَا مالطا علامة على التقدير والولاء، حيث قُدّم أحدهما كهدية من منظمة فرسان مالطا إلى أكاديمية النقوش والآداب الفرنسية، ما يُجسد تداول مثل هذه الأعمال الفنية بين الناس عبر الزمن».
مغامرة عظيمة
بدوره، قال فرانسوا شيفرولييه، كبير أمناء في متحف اللوفر أبوظبي: «يجسد اجتماع نُصُبَي مالطا في متحف اللوفر أبوظبي لحظة فارقة في تاريخ هذَين العملَين الفنيَّين الاستثنائيَّين، حيث يجتمعان بصورة مؤقتة في المتحف للمرة الأولى بعد أن افترقا لما يقرب من قرنَين ونصف من الزمان. وقد جعلت النقوش اليونانية والفينيقية ثنائية اللغة المحفورة على القواعد فك رموز اللغة الفينيقية ممكناً في منتصف القرن الثامن عشر، وذلك قبل عقود من قيام شامبليون بفك رموز اللغة الهيروغليفية. ولهذا فإن هذا التركيب الخاص يجسد أيضاً المغامرة العظيمة التي جرى خوضها لإعادة اكتشاف اللغات القديمة في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر. وإضافةً إلى ذلك، يُسلط عرض هذَين النُّصُبَين الضوء على الموضوعات التي جرى تناولها على هامش المعرض المُخصص للحضارات والإمبراطوريات، إذ يستحضر هذا العرض التبادلات، وأشكال التعاون الفني، والطقوس المختلفة في حضارات البحر الأبيض المتوسط القديمة».
نقوش متطابقة 
تحمل الأعمدة في الحضارتين الإغريقية والرومانية نقوشاً محفورة فيها، وكانت تُستخدَم كعلاماتٍ حدوديّة، أو علاماتٍ لتحديد المسافات على الطرق، أو شواهد قبور، بل ومن الممكن أنها كانت تُخصَّص لـ«آلهة» في المعابد. وبالنسبة إلى نُصُبَي مالطا المعروضَين بصفة مؤقتة في متحف اللوفر أبوظبي، فربما استُخدمت القمة المُسطحة لكل نُصُب لحمل الأطباق، أو المباخر، أو القرابين.
ويعود تاريخ النُّصُبَين، إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وهما مُزخرفان بأوراق نبات الأقنثا، وأوراق تشبه رؤوس الرماح منحوتة عليها بشكل تبادلي جميل، كما توجد على قاعدتهما المستطيلة نقوش متطابقة باللغتَين الفينيقيّة والإغريقيّة. وتؤكد هذه النقوش نجاح الفينيقيين في نشر آلهتهم ولغتهم وثقافتهم، بالتوازي مع بضائعهم في إطار التبادل التجاري عبر سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وقد لعبت النقوش الإغريقية على «نُصُبَي مالطا» دوراً رئيساً في فكّ رموز الأبجدية الفينيقية عام 1758 على يد عالم النقوش الأثريّة الفرنسي الأب بارتليمي، على غرار النقوش الإغريقية القديمة على حجر رشيد التي جعلت من الممكن فك رموز الكتابات الهيروغليفيّة المصريّة في عام 1822. وبعد الانتهاء من فك الرموز الموجودة على هذَين النُّصُبَين، عرضت منظمة فرسان مالطا أحدهما على فرنسا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©