سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أصدرت الكاتبة موزة حمد الشامسي مجموعتها القصصية الأولى بعنوان «حكاياتي الجميلة»، تضم مجموعة من القصص الموجهة للأطفال وهي: الشجاعة والغابة السعيدة، والثعلب المكار والطفل ماجد، وهناء صانعة الفطائر، وأحلام سعيدة وحسان صديق الحيوان، والسمكة السحرية ومدينة زهرة الربيع.. وغيرها، وتتسم المجموعة القصصية بجزالة العرض وشفافية الحبكة، مما يجعلها قادرة إلى الوصول لمدارك الأطفال بسهولة، بالإضافة إلى أنها من ذلك النوع الذي لا يوصف بالطول ولا بالقصر مما يسهل إعادة قراءاتها من جانب الأطفال.
وموزة الشامسي حاصلة على ماجستير في العلوم البيئية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، كما أنها مهتمة بالتنمية البشرية، وتعد مدربة دولية معتمدة في تنمية الذات، حيث بدأت رحلتها الأدبية منذ الطفولة، ودعمتها بحضور العديد من الورش الخاصة بكيفية كتابة القصص، حتى نضجت موهبتها، إلى أن ساهمت في إنشاء نادي قراءة للأمهات في مدرسة أبنائها، ولم يصرفها الشغف بتميزها الأكاديمي ولا المجتمعي عن أن تعمل على إصدار هذه المجموعة لتكون نقطة انطلاقتها نحو إبداع أشمل في كتابة القص الموجه للطفل، ويمكن من خلال قراءة قصص المجموعة الوقوف على جماليات تشكيلية متعددة، منها أن الكاتبة جعلت بعض القصص حكايات تجسدها شخصيات حيوانية محببة للأطفال، وقصص أخرى جاء أبطالها في إطار شخصيات بشرية.
كما أن المجموعة تحفل بطرح قيمي، ففي كل حكاية مغزى وقيمة تربوية وأخلاقية، حيث سعت الكاتبة إلى إيصالها للطفل بأسلوب سردي جاذب، حيث ابتعدت في كتابتها عن استخدام المفردات الصعبة، واستخدمت كلمات متداولة يسهل فهمها من جانب الأطفال، ولكنها في الوقت ذاته خففت من حدة المباشرة، بما يناسب هذا الجنس الأدبي الرفيع والمتمثل في القصة القصيرة، كما أن الكاتبة تجنبت التفاصيل الكثيرة التي قد تشتت الطفل وتصرفه عن الهدف والقيمة الرئيسة التي تود أن توصلها إليه، وذلك من خلال التركيز على الشخصية الرئيسة، حتى يستوعب الطفل الفكرة والهدف من الحكاية، والتي تعلي الكاتبة فيها من القيم النبيلة مثل الرضا بقضاء الله وقدره والرفق بالحيوان، واللجوء للأهل وعدم إخفاء شيء عنهم، والتضحية ومحبة الآخرين ومساعدتهم.