السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد سيدي: الأدب يجب ألا يكون سباحة في الفراغ

أحمد سيدي
27 مايو 2023 01:07

محمد نجيم (الرباط)

تحدث لـ«الاتحاد» الكاتب والروائي الموريتاني أحمد سيدي، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ26 عن روايته «الذيب»، قائلاً: إن ما يشدّ انتباهي من الأعمال الروائية هو ما له صلة بالواقع، سواء أكان رواية تاريخية، أم رواية تعالج قضية تمسّ حياة الناس، هذا النمط من الأدب هو ما يمسني شخصياً، وهو ما أحبّ أن أقرأه، لأن الأدب يجب ألا يكون سباحة في الفراغ، والقيمة الحقيقية لأي رواية ليس فيما تحققه من متعة للقارئ، وإنما فيما تغيره عنده من قناعات، وما تتركه لديه من انطباعات حول ذاته وبيئته ومجتمعه. وضمن هذه الفئة من الأعمال الأدبية تأتي رواية «الذيب»، وهي رواية أعتبرها سعياً إلى نبذ الحيف، وتبديد الخرافات، وتحقيق العدالة الاجتماعية، أكثر من كونها مجرد رواية تقرأ للتسلية والترفيه.
وعن مدى ارتباط عمله الروائي بالواقع، وقيامه على قصة حقيقية؟ يقول أحمد سيدي: إنها ليست رواية واقعية، ولكنها تسير بمحاذاة الواقع، وثمة خطوط تقاطع بين المتخيّل والواقعي، يلمسها القارئ في أماكن مختلفة من هذه الرواية، التي تجري أحداثها في بداية القرن العشرين في موريتانيا، وتحمل صوراً ومشاهد من حياة أهل شنقيط، ومعجزة البادية العالِمة.
الكائن الغريب
أما بطل الرواية فهو الذيب نفسه، ذلك الكائن الغريب، الذي يقارع الاستعمار، وتحاك حوله القصص والأساطير ويجلّه الجميع، من دون أن يعرفوا أنه هو الشخص نفسه الذي يعيش بينهم محتقراً، لا لذنب أو خطيئة، بل لمجرد انتمائه لفئة تستقر في أدنى سلّم المجتمع. وعن شعوره وهو يتلقى خبر الفوز، قال أحمد سيدي: تلقيت اتصالاً من رقم غير مسجل في ذاكرة هاتفي، ولكن لمجرد ابتدائه بمفتاح الاتصال الدولي للإمارات، أخذته على محمل الجدّ، فقد كنت أترقب إعلان أسماء الفائزين في أي لحظة، وكان لديّ شعور بأن روايتي ستفوز، فهناك عوامل عديدة عززت لدي هذا الشعور، من بينها ثقتي بالنص الذي كتبته بصدق وأمانة، وكلفني وقتاً طويلاً من البحث، والتنقيب، والحذف، والإضافة، والمراجعة. هكذا تلقيت الخبر.. أما الشعور فلا يوصف.. صدقاً لا أستطيع وصف ذلك الشعور.. فالفوز بجائزة تتقدم لها مئات الأعمال الأدبية كل عام، لا يمكن أن يتم من دون توفيق من الله.
حراك ثقافي
وحول رأيه في المشهد الثقافي في الإمارات، يقول أحمد سيدي: دول الخليج عموماً تشهد حراكاً ثقافياً لافتاً، وهي وجهة مفضلة للأدباء والمثقفين من مختلف البلدان العربية، نظراً لما توليه من رعاية للثقافة وعناية بالمثقفين. والإمارات وإمارة الشارقة على وجه الخصوص سبّاقة إلى احتضان سدنة الحرف ورواد الثقافة في مجالاتها المختلفة. وليست جائزة الإبداع العربي التي أطلقتها الشارقة قبل أكثر من 26 عاماً سوى جزء يسير مما تقدمه الشارقة للثقافة العربية.. فبيوت الشعر المنتشرة في بلدان عربية عدة، والمهرجانات والأنشطة الثقافية، وآلاف الإصدارات السنوية، تعد خدمة جليلة للثقافة العربية. وأتمنى أن يستمر هذا الحراك الجميل، وأن تسير كل البلدان العربية في الاتجاه نفسه، فأمتنا بحاجة ماسة لمثل هذه العناية بالثقافة والمثقفين، كما أرجو أن تفضي هذه الجهود إلى نهضة تعيد لأمتنا أمجادها الحضارية، فأمة «اقرأ»، لا يليق بها أن تعيش على هامش الحضارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©