الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أعمال فنية تبعث على الحلم والتفكير المغاير

من أعمال مجد كردية (من المصدر)
27 مايو 2023 01:07

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

فيل بقلب سمكة، يشكل مع فراشة ووحش وحمار، أشكال مثلت عماد الأعمال الفنية التي اشتهرت للرسام والفنان السوري مجد كردية، وخلف هذه الأعمال إلهام كما يقول، فلم تكن مرتبطة بعمل واحد أو مجموعة واحدة، ولكنها مجموعة كبيرة من الأعمال تمتد عبر السنوات، تختلف فيها الدلالات ويتم توظيفها من فترة لأخرى، ولكن دائماً يكون إلهام الفن من الإنسان وبه.
ويشبه بعضهم أعمال كردية بالكاريكاتير أحياناً، إلا أنه يرى أن هذا تصنيف غير دقيق، وكما يقول لـ«الاتحاد»: الكريكاتير يشبه التوابل، تجده في كل الفنون البصرية بمقادير مختلفة، هذا كتوصيف تقني، أما التوصيف العملي فأعماله تفتقر لمقومات الكريكاتير فهي ليست معدة للصحافة ولا تتناول حدثاً محدداً في مكان محدد، وليست تابعة لما يجري في نشرات الأخبار، كما أنها ليست مباشرة في طرح الموضوع وبالعكس، ما يهم في أعماله الحالة البصرية الجمالية.
الفن والحياة
وقد شارك كردية في العديد من المعارض المحلية والدولية، ومن هذا المنطلق يرى أنه لا يوجد تصنيف حقيقي للفن، خاصة في الزمن الحالي، حيث يرى أن الفن كالحياة متداخل، ولا يوجد عمل فني ينتمي لمدرسة واحدة فقط، فيما يهتم بشكل شخصي أن تبعث أعماله على الحلم والحرية والتفكير بمنظور آخر.
ويرى مجد أن أي شيء يمكن أن يكون مؤثراً وملهماً له، فلو انتظرنا الأحداث الكبيرة لنستلهم منها لصنعنا كل سنة لوحة، الحزن أمر عام، وكذلك الفرح والأمل واليأس، وبقية الثنائيات التي نمضي عمرنا لاهثين بين طرفيها. في الفن نتناول الإنسان بإنسانيته، وفي الأحداث العامة يتم تناوله كرقم، وهنا التناقض.
ويعتبر كردية أن الفنون البصرية ليست بمعزل عن الإنسان، لكنها ليست ترفيهية، ربما تبتعد كثيراً عن الإنسان لتصير فناً ترفيهياً يرى الإنسان رقماً يتم استخدامه في الإعلانات، ولذلك فعدد المشاهدات أو عدد المتابعين أو أي عدد آخر غير مهم في الفن، ما يهم حقاً هو العمل أهو جدير بالبقاء أم لا، وحين يدخل الفنان في لعبة الأرقام يتحول إلى آلة حاسبة تقوم بتعديل العمل للحصول على أكبر نسبة مشاهدة مثلاً، ومع الوقت يتحول الفن إلى ما يطلبه المشاهدون، لا ما تراه بصيرة الفنان ومخيلته.
ويصف كثيرون أعمال كردية بالمتمردة، فيما يرى أن التمرد كلمة كبيرة، وإن كان ضرورياً، لكن يجب أن يكون تمرد العارف لا تمرد الجاهل، فالعارف بالساعات مثلاً يستطيع تفكيك الساعة قطعة قطعة، وتغيير وتعديل ما يرغب فيه، أما الجاهل فلا يستطيع سوى تكسيرها دون أن يضيف شيئاً في المقابل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©