أبوظبي (وام)
نظمت جامعة زايد مؤتمر «تعلم القراءة» على مدار يومين في حرمها الجامعي بأبوظبي، وذلك بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة جامعة زايد، ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من مؤسسات عالمية رائدة، لمناقشة آليات تعزيز وتحسين طرق تعليم اللغة العربية على مستوى الدولة، والخروج بنتائج وتوصيات عملية تُحقق أهدافَ المؤتمر، وتقدم خريطة مستقبل مشرق للغة العربية.
وجاء المؤتمر الذي نظمه مركز جامعة زايد (زاي) لتعليم اللغة العربية وتنمية مهارات تَعلُّمِها، بالتعاون مع البنك الدولي، بهدف بحث مخرجات التقرير المعنون «النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها - مسار للحد من فقر التعلُّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، والذي نشره البنك الدولي في 2021 ويتناول الشواهد والأدلة على العوامل التي تؤثر على تعلم اللغة العربية، ويقترح مساراً للمساعدة في إرشاد بلدان المنطقة في جهودها لتعزيز نتائج التعلم.
رهان مستقبلي
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، سعي جامعة زايد لاحتضان المبادرات الطموحة وعقد الشراكات الاستراتيجية، ومد جسور التعاون مع الأطراف ذات العلاقة وطنياً وإقليمياً ودولياً، لإحداث نقلة نوعية لجامعة زايد والنهوض بآليات تعليم اللغة العربية وتحسين المستوى القرائي لطلبتنا، خاصة أنه هدف استراتيجي ثابت ورهان مستقبلي واعد. وقالت معاليها: «إن حماية اللغة العربية والنهوض بها نهج نسير عليه في دولة الإمارات، حيث تحرص قيادتنا الرشيدة على توفير أفضل السبل لتعزيز مكانة اللغة العربية ضمن رؤيتها في أن تصبح مركزاً للامتياز في اللغة العربية، ومن خلال مبادرات وبرامج نوعية شملت النخب والكفاءات التربوية والطلبة والدارسين ومختلف فئات المجتمع».
شراكة استراتيجية
وأشاد الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالشراكة الاستراتيجية مع جامعة زايد للنهوض بمخرجات المبادرات الهادفة لدعم التعليم وتعليم اللغة العربية والتي تأتي على رأس أولويات دولة الإمارات. وأشار إلى العديد من التحديات التي تواجه التعليم والتي ظهرت مع التطورات البشرية والبيئية والاقتصادية المتسارعة، والتحولات المجتمعية، مؤكداً أنه ينبغي لأي نظام تعليمي أن يضمن حصول جميع المتعلمين على تعليم عادل، يمتثل لمعايير جودة صارمة.
وأوضحت الدكتورة هنادا طه ثومور، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، ومديرة مركز (زاي)، أن تعزيز معرفة القراءة والكتابة في العالم العربي، أولوية وطنية لحكومة دولة الإمارات، ونحن في جامعة زايد فخورون بأن نلعب دوراً رائداً في هذا المسعى. وشاركت مؤسسة الفكر العربي، ممثلة بمديرها العام الأستاذ الدكتور هنري العويط، كشريك في المؤتمر، حيث استهل كلمته بالتنويه بالتعاون المثمر والبناء بين المؤسسة وجامعة زايد في تنظيم الملتقيات التربوية الهادفة إلى الإعلاء من شأن اللغة العربية. وأكّد أنّ ما تقوم به مؤسّسة الفكرِ العربي على صعيد تعزيز اللّغة العربيّة، نابع من إيمانها العميق بأنَّ لغة الضادّ مكوِّن أساسي في الهُويّة العربيّة الجامعة، فضلاً عن الاقتناع الرّاسخ بدورها المحوري في نهضة العالَم العربي، لأنّها لغة حيّة ولغة الحياة، وهي لغة الماضي والحاضر والمستقبل.
جلسات بارزة
تضمن الحدث سلسلة من حلقات النقاش والكلمات الرئيسة التي شارك فيها ممثلون من وزارات التعليم في المملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وتونس، وكذلك المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية واليونسكو ومؤسسة الملكة رانيا وعدد من الجامعات الدولية، وعدد من الكتاب والمؤلفين، وكانت هذه المناقشات بمثابة منصة للمشاركين لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات ومناقشة الأساليب المبتكرة لتعزيز معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية. وتضمنت الجلسات البارزة حلقات نقاش تفاعلية حول الاستراتيجيات الوطنية لمحو الأمية، وتعزيز طرق تعليم وتعلم اللغة العربية من خلال التقنيات الحديثة وبرامج الألعاب التعليمية، واستلهم المشاركون من المناقشات والاستراتيجيات العملية التي شاركها الخبراء في مجالات تخصصهم لتعزيز نتائج التعلم.