عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن فعاليات مكتبة زايد الإنسانية، نظمت مؤسسة التنمية الأسرية، مساء الأربعاء، ورشة حوارية حول «متحف الأسرة»، قدمتها الأديبة كلثم المرزوقي، وأدارت الحوار موزة الكتبي، مشيرة إلى أن «متحف الأسرة» هو كل ما يضم بيت الأسرة من مقتنيات قديمة متوارثة عبر الأجيال، وتكون هذه المقتنيات ذات أهمية معنوية ومادية وذات قيمة تاريخية، مبينة أن هذا المتحف يختلف عن المتحف الشخصي، وهو الغرفة أو الصالة التي يخصصها صاحب المقتنيات في جانب من منزله، أو في مبنى مستقل يجمع فيه عدداً كبيراً من المقتنيات وتكون مفتوحة أمام الجمهور لعرضها بشكل دائم، وغالبا ما تكون المقتنيات مرتبطة بهواية معينة أو حقبة تاريخية مهمة.
تأثير ثقافي
تحدثت المرزوقي عن موضوع الورشة قائلة، إن المشاركين في هذه الورشة ناقشوا أهمية المقتنيات الأسرية القديمة، وأهم طرق الحفاظ عليها على المدى البعيد من أجل استدامة إرث الأسرة، وتم إطلاع الحضور على آخر ما توصلت إليه المتاحف للحفاظ على المقتنيات، التي يمكن لأفراد الأسرة تطبيقها للحفاظ على موروثها من الآباء والأجداد. وحول أهمية المتاحف وأنواعها، تقول المرزوقي إن للمتاحف تأثيراً ثقافياً كبيراً في الإمارات، وذلك لتنوعها بين المتاحف الوطنية والتراثية والفنية والتقنية، وتتوزع المتاحف في أغلب إمارات الدولة، وتعتبر الإمارات حلقة الوصل بين دول العالم، فمتحف اللوفر أبوظبي يعتبر المتحف الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وهو أول فرع خارج فرنسا لمتحف اللوفر في باريس، وله تأثير كبير في نمو الحركة الثقافية في المنطقة.
مفهوم جديد
تابعت المرزوقي الحديث حول التحف المنزلية، قائلة إن متحف الأسرة هو مفهوم جديد لفت نظرها أثناء دراستها في جامعة السوربون تاريخ الفن وعلم المتاحف، وبعد عملها في مؤسسة التنمية الأسرية، واطلاعها على مخرجات المعرض التشكيلي الاجتماعي الذي نظمته المؤسسة، لاحظت أن بيت الأسرة يحتوي على تحف ومقتنيات تهم أفراد الأسرة ويتم الحفاظ عليها بشكل يشبه اهتمام المتاحف بمقتنياتها، موضحة أن لكل منا قطعة أو مجموعة قطع ترجع لأحد أجدادنا، سواء من المجوهرات أو الصور النادرة أو قطع ملابس يتم ارتداؤها في مناسبات مهمة، ولكل قطعة قصة وذكرى عزيزة، مضيفة: من هذا المنطلق وبعد بحثي في الموضوع قمت بطرح هذه المحاضرة لتشجيع الأسر على الاهتمام بهذه القطع الأثرية.
وتلفت المرزوقي إلى أهمية هذه التحف وتشجيع الأسر على المحافظة عليها من التلف لأنها جزء مهم من تاريخ الأسرة وإرثها الباقي للأجيال القادمة، ولها أهمية ثقافية وتاريخية، حيث تسهم في فتح آفاق المعرفة والإبداع لدى أفراد الأسرة وزوارها لخلق جو ثقافي واهتمام بالتاريخ وما فيه من تراث، إضافة إلى أنه يعمل على تعزيز روابط الأبناء بجذورهم وماضي أهاليهم، ويغني مشاركة الأسرة بالمعرفة والاطلاع على حياة الأجداد واهتماماتهم في جلساتهم العائلية.
حول أهمية المتحف بشكل عام، أوضحت المرزوقي أن أهميته تكمن في دوره الخدمي للمجتمع، حيث يقوم بحفظ وجمع التراث الإنساني لأغراض التعليم والدراسة والترفيه، وذلك لجعل المقتنيات في متناول اليد ومتاحة للجميع من خلال صالات العرض والمعارض، مؤكدة أن المتاحف تحتوي على قطع تاريخية وفنية نادرة تذكرنا بروعة التاريخ وكنوز الحضارات السابقة.
