أبوظبي (وام)
تجسد معارض الكتاب في دولة الإمارات قيمة حضارية وإنسانية تؤكد أن الثقافة فيها أصبحت هاجساً يومياً واستراتيجياً لا يقل شأناً عن جانب الإعمار والتنمية الذي أدهشت به العالم. وتشهد الإمارات سنوياً معارض عدة للكتاب أبرزها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى جانب معرض «بيغ باد وولف» الذي تستضيفه إمارة دبي بشكل سنوي منذ عام 2018.
حالة ثقافية
نجحت تلك المعارض في تأسيس حالة ثقافية وإبداعية قل نظيرها في المنطقة خاصة بعد تحولها إلى قبلة يقصدها أهم دور النشر وأبرز الكتاب والمؤلفين في العالم، فضلاً عن ملايين الزوار، كل ذلك في ظل دعم ورعاية رسمية من الدولة التي وضعت المعرفة والفكر والثقافة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، واعتبرت أن البناء المعرفي للإنسان هو أساس نجاح مسيرتها التنموية.
والبداية مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنطلق يوم الاثنين المقبل فعاليات دورته الـ 32 بمشاركة أكثر من 1.300 جهة عارضة من 90 بلداً. ويعد المعرض تتويجاً لنهضة معرفية إنسانية تزدهر في دولة الإمارات التي أصبحت عاصمتها أبوظبي نقطة تلاقي لجميع التجارب والإبداعات الثقافية من أصقاع الأرض كافة. وتحل الجمهورية التركية ضيف شرف على المعرض في دورته المقبلة ببرامج وفعاليات وندوات تبحث التبادل الثقافي بين تركيا والعالم العربي، وسبل تعزيز الحوار بينهما. ويحتفل الحدث أيضاً بجوائز الأدب العربي ومنح الترجمة، وهو ما يتيح المجال أمام الجمهور للقاء الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023 في إطار الجلسات الحوارية، ويتخلل المعرض الإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية وتكريم المرشحين في قائمتها القصيرة، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على احتضان أبوظبي للجائزة.
وبالتزامن مع المعرض، يعقد «المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية» فعاليات دورته الثانية يومي 21 و22 مايو الجاري.
أما معرض الشارقة الدولي للكتاب فقد تحول خلال العقود الأربعة الماضية إلى ملتقى ثقافي عالمي يجتمع فيه الأدباء والمبدعون للحوار وطرح كل ما يتعلق بالشأن الثقافي من شجون وهموم من أجل الوصول إلى رؤية مستقبلية مشتركة للثقافة الإنسانية.
أسعار مخفضة
تستضيف إمارة دبي، منذ العام 2018 معرض «بيغ باد وولف»، الذي يكتسب أهمية كبيرة ضمن أفضل منصات عرض وبيع الكتب في العالم، ليس فقط لأسعاره المخفضة، بل لأنه يحرص على توفير الكتاب للجميع، ولكل الفئات والطبقات داخل المجتمع الواحد خاصة ذات الدخل المحدود. وقدم المعرض في دورته الرابعة التي عقدت في أبريل الماضي أكثر من مليون كتاب متميز في كافة المجالات العلمية والثقافية والأدبية والفكرية.
ويعكس نهج دولة الإمارات في تشجيع القطاعات المعرفية المختلفة وتحفيز مجتمعها بمكوناته كافة على القراءة والاطلاع والاستفادة من مصادر المعرفة المختلفة. ونجح المعرض خلال الأعوام الماضية في استقطاب جمهور كبير من القراء والباحثين والمفكرين والمبدعين من مختلف الجنسيات وفي شتى المجالات، ضمن آفاق إبداعية رحبة تخلق حواراً فكرياً رفيع المستوى.