الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قمر أعراس: التلاقي مع الآخر لا ينفي الذات الإبداعيّة

قمر أعراس خلال مشاركتها في «الشارقة القرائي» (من المصدر)
12 مايو 2023 01:39

محمد عبدالسميع (الشارقة)

تُعدّ الترجمة جسراً بين الدول والشعوب في فهم الآداب والفنون والتراث، وفي أدب الطفل تغدو الترجمة ضرورية في مراعاة عقل الطفل واهتماماته بين الماضي والحاضر، وهو أمر تقول عنه الكاتبة والفنانة المغربيّة قمر أعراس إنّه يحتاج إلى النَّفَس الطويل والإخلاص في روح المادة المترجمة وهدفها، وتدخل فيه دور النشر كعنصر مهم جدّاً، إضافة إلى عنصره الأساسي، الكاتب.
وتشارك أعراس في مهرجان الشارقة القرائي الرابع عشر، المتواصل حاليّاً، بعدد من مؤلفاتها، خاصةً الكتب التي تقوم بترجمتها من اللغة العربيّة إلى الإسبانيّة، معربةً عن أسفها لضآلة الترجمات من هذه اللغة إلى اللغة العربيّة.
وترى أنّ إتاحة المهرجان لأدباء ورسّامين وكتّاب ودور نشر عربيّة وأجنبيّة المشاركة في المهرجان، فرصة مهمّة لإثراء مكتبة الطفل وإغناء التجربة بين الأدباء والكتاب والتلاقي العملي والعلمي أيضاً بين دور النشر والكتّاب والمبدعين، معتبرةً رواية «الخبز اليابس» التي كتبتها لفئة اليافعين في مجال الطفل، من الأعمال التي تحمل التراث المغربي وتقرّبه إلى الآخر.
وتقول أعراس: «احترامنا لصوتنا وذاتنا، يعطينا ثقةً بما أفرزته لنا معطيات تراثنا من إبداعات من حقّنا أن نباهي بها ومن حقّ الآخرين علينا أن تصلهم، لكن وفق اشتغالات ذكيّة توصل الرسالة وتلبي في الوقت نفسه شروط الكتابة للطفل، كمجال له فنونه وأدواته وظروفه التي لا يجوز الاستهتار بها، حتى مع شيوع ظاهرة التواصل الاجتماعي والتلاقي اليومي على الفيسبوك وغيره من هذه الوسائل، إذ يبقى التراث أمانةً في أعناقنا لحمايته والاشتغال عليه والتميّز به».
وتهتمّ أعراس أيضاً بتلحين الشعر وتقريبه إلى الأطفال، باعتبار الموسيقى والغناء وسيطين مهمّين في انتشار الشعر، وهو ما يساعد على الانتباه إلى المادة الشعريّة والعودة إليها بعد أن تتغلغل في نفوس الأطفال وتلامس أحاسيسهم، فنكون قد استثمرنا هذا الجوّ الاحتفالي بالشعر، وفي حالتها فإنّها متخصصة في مجال الأغاني التربوية الموجّهة لأطفال الحضانة، والتي قدّمتها بصوتها وعملت على نشرها بالتعاون مع دور النشر، كتجربة رأتها ناجحة وطُبّقت في مناهج أوروبيّة لقيت قبولاً ورضا من فئتها العمريّة المستهدفة.
وفي جانب الرسوم المتحرّكة، ترى أعراس أنّها فعاليات ضرورية قام مهرجان الشارقة القرائي بتوفيرها ودعوة المتخصصين إليها من الرسامين والكتاب والموزّعين، لتغدو التجربة رائعة وثريّة بتحويل المكتوب من قصص وروايات إلى متحرّك من الرسوم المبهجة، لنظهر ذاتنا ونصوصنا وأفكارنا ونتلاقى مع الآداب والفنون العالميّة، لكن، في إطار من احترام الذات والإيمان بإبداعاتنا وموروثنا الأصيل.
جوهر واحد
حول طفل اليوم والأمس في النشأة والطموح، تقول الكاتبة والفنانة المغربيّة قمر أعراس: إنّ «جوهر الطفل واحد لدى هذا الجيل والأجيال السابقة واللاحقة، مع أنّ الحداثة تؤثّر حتماً عليه، غير أننا نستطيع إعادته بذكاء وفطنة وإحساس عالٍ إلى طبيعته النفسيّة الأصيلة في الفرح والشعور بالكلمة المغنّاة والماتعة في أسلوبها وفكرتها وموضوعها، ولذلك يقال عن أدب الطفل بأنّه من السهل الممتنع الذي لا يجوز التهاون بعناصره وشروطه».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©