عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
تبدو المدينة بالنسبة للطفل مكاناً ينمو معه ويكبر في مخيّلته وعلى أرض الواقع، فإذا ما قُدّر عليه أن يهجر هذه المدينة بسبب الحروب، فإنّ العقل والوجدان سيشتركان معاً في استعادة المكان والذكريات، وهو ما اشتغلت عليه الفنانة السوريّة لينا نداف، الفائزة بالمركز الثاني في الجائزة التشجيعيّة لمهرجان الشارقة القرائي الرابع عشر، عن رسوماتها لرواية الكاتب علي الرشيدي «لغز المدينة الضائعة»، من خلال طفل يهجر مدينته لظروف الحرب، فيحاول إيجادها عن طريق ألعابه، ثمّ يقرر الحفاظ عليها في ذاكرته بعد أن يكتشف أنّها ضاعت.
تقول نداف، إنّها سعيدة بالحصول على الجائزة، بعد خمس مرّات شاركت فيها ولم يحالفها الحظّ، ما جعلها تهتم بالمحتوى والتعبير عنه باللوحات الفنيّة، فكان الفوز تقديراً لمواءمة اللوحات وانسجامها مع متن القصّة الموجّهة لليافعين.
رسمت ندّاف أكثر من ثلاثين كتاباً للأطفال، بالتعاون مع دور نشر عربيّة ومجلات، مثل مجلّة «أسامة وشامة» السورية، كما رسمت للكاتبة عفاف طبلة كتاباً بعنوان «المتاهة»، وللكاتبة سماح أبو بكر عزّت في مصر كتاباً بعنوان «أصابع بيضاء»، وفي هذا الصدد قالت إنّ الرسّام في حقل أدب الطفل له مقوّمات وشروط، وإنّه يعكس قيمة الأعمال ويظهرها للقراء ويتفاعل مع مضمونها، ويخلق لها عالماً من الروعة والإمتاع وجذب فئة الطفل المستهدفة، كاشفةً عن أنّها ترغب بمعرض خاص بأعمال الأطفال، وليس معرض فنّ تشكيليّ لاختلاف الموضوعين.
وترى نداف أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، استطاع أن يكون مسرحاً في كلّ عام للضيوف من الكتّاب وضيوف الشرف، فضلاً عن كونه ملتقى إبداعيّاً لتبادل الآراء وقراءة الحسّ الإنساني والتعرّف على التجارب المشاركة.
وحول رسومات الكتاب الفائزة، ترى أنّ الهجرات والارتباط بالمكان تعزز من الإبداع له والالتصاق به، حين تجتمع اللوحة مع النصّ الجميل، ويؤمن الفنان بقيمة ما يبدعه وجدوى أن يؤثّر في ذائقة الطفل لتوصيل المعلومة والفكرة التي يحملها الكتاب.
