فاطمة عطفة (أبوظبي)
تكتسي الترجمة في عصرنا أهمية بالغة حيث تمد جسور التواصل والتعارف والتفاعل بين الشعوب في مختلف فنون الأدب والثقافة والإبداع، ومشروع «كلمة» التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي يمتاز بدور كبير في هذا المجال الفكري والثقافي، ويكفي أن نتأمل «موسوعة شعراء اللغة الفرنسية» لندرك أهمية الرسالة التنويرية الكبرى التي يقدمها هذا المشروع الذي يحتفي ببعض أجمل ما في العالم من إبداع.
ونطالع الجزء الخامس من هذه السلسلة، وهو كتاب يضم مختارات من نصوص 15 شاعراً، ونرى أن قصائد الحب هي الخيط الذهبي الذي يجمع بين مشاعر هؤلاء الشعراء والشواعر وخواطرهم الوجدانية، ما يذكرنا بالشعر الأندلسي وشعراء الحب العذري في تراثنا العربي.
ويشير مُراجع الموسوعة كاظم جهاد في المقدمة إلى أن مدينة ليون في الثلث الأول من القرن السادس عشر كانت العاصمة الثانية لفرنسا، وظلت قبل ذلك تخوض منافسة شعرية مع باريس، وتشكل مركزاً تجارياً واقتصادياً وثقافياً لقربها من إيطاليا وللعلاقات الوطيدة التي تجمعها معها على أكثر من صعيد.
ويوضح جهاد أن مدرسة ليون أشاعت خطاباً شعرياً جديداً فرض تأثيره على كامل الشعر الفرنسي للقرن السادس عشر.