محمد عبدالسميع (الشارقة)
يرى الكاتب والباحث في التراث الشعبي إيهاب الملاح أنّ التراث عملية متراكمة، وأنّه لا بدّ من التجدد والاستمرارية، بشرط الحفاظ على الجوهر الأصيل، لضمان تناقله بين الأجيال.
ويقول الملاح، إنّ النشأة الجيّدة على التراث والتأثر به منذ الصغر، من الأمور المشجّعة على فهم مفرداته والتعلّق به، ذاكرًا أنّه كان يستمع مبكّرًا للإذاعة، ويستلهم أعمال التراث الشعبي، مثل «ألف ليلة وليلة»، التي كان يكتبها للإذاعة الشاعر طاهر أبو فاش، أو من خلال حلقات الظاهر بيبرس، مرورًا بحلقات التلفزيون وبرنامج «الفنون الشعبيّة»، ليكون فيما بعد قارئًا للنصوص المدوّنة، وذاهبًا باتجاه الإبداعات التراثيّة في الفنون والغناء والموّال والشعر الشعبي والسيرة.
ويؤكّد الملاح أنّ دراسته للغة العربية والأدب العربي في جامعة القاهرة، جعلت التراث جزءًا مهمًّا من حياته، فكان يتابع ويتعرّف إلى ثقافات وتراث الشعوب وإبداعاتها في هذا المجال.
الاستمرارية والتجدد
يشرح الملاح أنّ خصيصتي الاستمرارية والتجدد عنصران مهمّان في التراث، لكي لا يتصنّم أو يفقد ألقه، ناصحًا بالعمل عليه، وفهم روحه المتضمنة فيه، خصوصًا وأنّ صفة الانتشار له تجعل من الممتع قراءته وترويجه والحفاظ على تواجده الحيّ والمتجدد، فهو تراث يتجدد بالناس ويتأثّر بحياتهم، كما أنّه يتجدد من خلال المبدعين من أبناء الجماعة الشعبيّة الواحدة. وحول الرواية الشعبيّة، يقول الملاح إنّ هذه الرواية تختلف بحسب راويها أو وفق طريقته في الإضافة والحذف والابتكار في أدائها وفق شروطها، وهو ما يجعلها تظلّ حيّةً وتتصف بصفة التناقل.
وعن اهتمام دولة الإمارات بالتراث والحفاظ عليه، يرى الملاح أنّ معهد الشارقة للتراث، ومن خلال فعالياته العديدة، وتحديدًا ملتقى الشارقة الدولي للراوي، قد جعل من التراث أيقونةً مضيئة عربيًّا وعالميًّا، باعتباره من أهم الملتقيات الباحثة في كلّ عام في مفردة معيّنة ينتدي لها متخصصون من دول عديدة ذات تراث حيّ يتكامل مع كلّ تراث المنطقة والعالم.
وينوّه الملاح أنّه ما من تناقض بين تطوّر التراث وفكرة المعاصرة أو العولمة، مشترطًا لذلك أن نفهم تراثنا ونعي أهمية وجوده ونستوعبه ونصونه، والطرق كثيرة في ذلك، ساعتها لن يكون هناك خوف عليه من الذوبان.