سعد عبد الراضي (أبوظبي)
الأديبة شيخة الجابري، رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، تعيش أجواءَ رمضان ووجدانُها يحمل الكثير من الذكريات التي لا تنسى حيث تقول: تحمل الذاكرة الكثير من التفاصيل عن رمضان، وتختزل الروح تلك الأيام التي مضت في ثناياها ضحكة أبي وابتسامته، رحمه الله وغفر له، حين يُبشرنا بثبوت رؤية الهلال، واستعدادات الناس لاستقباله والفرح يملأ الفرجان والحارات، وبيت جدي وجدتي غفر الله لهما، البيت الكبير الذي فيه تُستنطقُ الأفراح وتتوزع البشائر وكأنها حلوى العيد، تمتـشق النساء زهوَ الوقت.
عطر رمضان
وتضيف الأديبة شيخة الجابري: تضج المساحات والمنازل بعطر رمضان، ويستذكر الناس كيف استعدوا لاستقبال الشهر الكريم، بدءاً من ليلة النصف من شعبان، وهي ليلة مباركة تبدأ النساء فيها بدق الحب (الشعير) باستخدام المنحاز (الهاون)، أو طحنه بالرحى لتوفير الدقيق «الطحين» للخبز الرقاق الذي تحبذه الأسرة في رمضان، فتتجمع النسوة في البيت الكبير بالفريج، ويتعاونّ في الدق والطحن لتوفير الكميات المطلوبة بخاصة للمنازل الكبيرة التي يؤمها الضيوف، أو يتجمع فيها الرجال بعد صلاة المغرب لتناول وجبة الإفطار، حيث كان من عادة أهل الفريج (الحي) في الإمارات أن يتجمعوا في بيت واحد عند الإفطار، الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، في تقليد اجتماعي جميل يدل على الترابط بين أفراد المجتمع الواحد، حيث تذوب الفوارق على مائدة واحدة لا فرق فيهم بين غني أو فقير، كبير أو صغير، فلا يشعر الفقير بالحرج والحاجة، ولا الغني بالتميز عن غيره، وبعد الإفطار يتوجهون إلى المساجد لصلاة التراويح التي تبدأ بعدها حلقات السمر والزيارات الأسرية.
وتابعت شيخة الجابري: عند السحور توكل مهمة إيقاظ النائمين إلى رجل يسمى «لِمسحّر»، وتسميه بعض المناطق «بوطبيله»؛ لأنه يحمل طبلاً ويتولى مهمة إيقاظ الناس لتناول السحور والاستعداد لصلاة الفجر، وتكون مكافأته بعضاً من التمر أو العيش «رز» أو مبلغ بسيط من النقود، ومن الأناشيد التي يرددها المسحر «قوم اتسحّر يا نايم، واذكر ربك الدايم، باجر بتصبح صايم».
وهناك «مسحّر» آخر لكنه عفوي، فقبل الفجر وعند السحور كانت النساء يقمن بدق القهوة أي سحنها على المنحاز، فيصحو الجيران على صوت الدق، لأن الصوت في الليل يسري، والمنازل كانت عبارة عن عرشان في الصيف، وخيام في الشتاء، وبيوت طين يسهل وصول الصوت إليها.
وعن تفاصيل الصيام، تقول: أحب نهار رمضان بخاصة فترة الظهيرة إلى ما قبل المغرب حيث يطيب لي العمل على مشاريعي الأدبية في هذا الوقت، أشعر معه بالهدأة والسكون، وهو تقليد أتّبعه في كل رمضان ولله الحمد، أجلس في باحة المنزل، حيث العصافير من حولي بشدوها الرمضاني الجميل، والزهرُ والورد محيط بالمكان بخاصة في فصلي الربيع والشتاء.
في ظليل الغاف
وعن آخر مشاريعها الأدبية، تقول: لديّ حكاية شعبية بعنوان «في ظليل الغاف» صدرت عن معهد الشارقة للتراث قبل أيام، وهي موجهة للأطفال، وهناك مشاريع كتب ستصدر في معرض أبوظبي للكتاب، بإذن الله، بالإضافة إلى أنني أعمل على كتابة أوراق عمل للمشاركة بها في مناسبات ثقافية قادمة دُعيت إليها.
أما عن فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، فتقول: أعددنا خطة نشاط ثقافي مميز بإذن الله سنبدأ بتنفيذها بعد شهر رمضان، بالإضافة إلى برنامج ثقافي حافلٍ في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهناك استراتيجية متكاملة لرعاية الموهوبين من الكُتّاب الشباب يعمل على بلورتها الاتحاد حالياً وسيُعلن عنها في وقتها، بإذن الله.