محمد عبدالسميع (الشارقة)
يجد الكاتب والباحث الإماراتي فهد المعمري في «المكتبة» صديقاً رائعاً، وتحديداً في الشهر الفضيل «رمضان»، فلطالما قادته خطاه إلى اقتناء الكتب والتزوّد إلى جانب التقوى والعبادة، بالأثر الثقافي والمرجع البحثي ورونق الشعر وحقول المعرفة والثقافة الأخرى، فكما يقول، له مع رمضان والمكتبة طقوس وقصص ونشاط مُحبّب.
ومنذ أن كان طالباً في الإعداديّة، وهو يشتهر في عائلته بزيارة المكتبة، لتزداد أواصر القربى والصداقة والشراء والاقتناء بعد الوظيفة وسهولة الوصول وتوفّر مستلزمات الشراء، إذ يذكر المعمري أنّ بداية التسعينيات من القرن الماضي، كانت ذات ذكرى عابقة بكتاب «البيان والتبيين» للجاحظ، ليتواصل في رمضان آخر فيشتري كتاب «مروج الذهب» للمسعودي من المكتبة ذاتها، معرباً عن حزنه حين رآها مغلقةً بعد ذلك.
ثقافة البحث
المعمري، تأسس جيّداً على ثقافة البحث والكتابة والإحالات والمصادر والمراجع، فالمكتبة مدرسة في تعليم كلّ ذلك، ومدّ الكاتب بمعرفة وزاد فكري يحتاجه في سنوات الوظيفة والعمل الأدبي أو الثقافي بشكلٍ عام، خصوصاً أنّه يجد في رمضان شهراً مناسباً للكتابة الإبداعيّة بامتياز.
يعمل المعمري اليوم على إنجاز بحوث ومؤلفات واستكمال أعمال أدبيّة، وأرشفة محاضرات وندوات أدبية وثقافية وقرائيّة شارك فيها خلال الشهر الفضيل، لتكون نواةً لتأليف كتاب مستقل.
ويذكر المعمري أنّ لشهر رمضان فضلاً عجيباً عليه، خاصةً كتابه الأخير الذي ينشر قريباً بعنوان «الروافد الفكرية في الشعر الشعبي الإماراتي»، إذ انطلقت الشرارة الأولى لهذا الكتاب في شهر رمضان من حيثّ الفكرة والرؤية والفهرس كتصوّر نظري، ليأخذ هذا الكتاب عمليّاً ثلاث سنوات، فيصار إلى طبعه والانتهاء منه في شهر رمضان المبارك، وكأنّ هذا الشهر كما يقول له طعمه الخاص ورونقه الجميل في أن نراجع أنفسنا على المستوى الثقافي والفكري والإبداعي والمعرفي، فنوازن بين العبادة والثقافة، بما يتيحه رمضان من صفاء ذهنيٍّ وروحيٍّ عميقَين.
وأخيراً، ينصح الكاتب المعمري بتوعية الأطفال والشباب بقيمة المكتبة وحثّهم على زيارتها والاستمتاع برفوفها وتقليب الكتب فيها، واجداً أنّ دولة الإمارات قد رسّخت هذا الفعل القرائي بشكل رائد ومشهود.