الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المالد».. جوهر الجمال والاكتمال

جانب من الجلسة (تصوير: حسن الرئيسي)
1 ابريل 2023 02:57

نوف الموسى (دبي) 

جلس المؤدون لفن «المالد»، في وسط البهو بمكتبة محمد بن راشد، وهم يحفظون في صدورهم قصائد ونصوص نثرية، كتبت في محبة ومدح الشّمائل الشريفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أشهرها «مولد البرزنجي»، لمفتي الشافعية بالمدينة المنورة زين العابدين جعفر بن حسن البرزنجي «المتوفى سنة 1177 هـ/ 1764»، ومنذ اللحظة الأثيرة التي وصل فيها المؤدون إلى ما يسمى بـ«التخميرة»، في فن «المالد السماعي»، حيث يرتفعُ الإيقاع بالدفوف، بينما تستمر قراءة القصيدة، وصولاً إلى حالة من الاتصال بين كل من الحضور والمؤدين، يجد الرائي كيف أنها تجربة قائمة على إدراك معنى الجمال والاكتمال المكنون في الإرث والحضارة الإسلامية الممتدة في جوهرها المتصل بمحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصفها الباحث الإماراتي ثاني بن عبدالله المهيري، ضمن جلسة نقاشية حول «المالد والإرث الثقافي»، أنها الذاكرة المبنية على الإحساس الكامن بكل صفة من صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي بمثابة ضوء يحفظ طبيعة الهوية الإسلامية، وتجلياتها الفكرية والثقافية والإنسانية، النابعة من أصالة الخير والسمو والتناغم مع مكنونات الحياة.

مرور الإيقاع
بمجرد حضور الشخص، ومشاركته في مشاهدة «فن المالد»، فإنه ينضم إلى المساحة المفتوحة لحياة المؤدين وعلاقتهم ببعضهم البعض وأثرها في طريقة تعبيرهم عن محبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تجد فيها صفين متقابلين، صف يجلس فيها المنظمون للقصائد، من يحملون مسؤولية ضرب الدفوف، والصف المقابل لمن هم يردون عليهم ويطلق عليهم محلياً «الرديده»، وكما يوضح الباحث الإماراتي ثاني بن عبدالله المهيري، بينهم يجلس شخص مسؤول عن تحريك صف «الرديده»، كأنه الفاصل لحالة التجانس والتمايل التي يبديها «الرديده» بين اليمين واليسار، وفقاً لحركة أصحاب الدفوف، فالرديده هنا، لا يردون عليهم بالقصيدة فقط، بل كذلك يتبعونهم في الحركة، هم ينتظرون ثانية أو أقل حتى تمر القصيدة ومعها الإيقاع، ليقدموا أنفسهم كأمواج بحرية ترتفع للسماء وترجع لترتطم بالأرض.

خيارات متعددة
لا يُمكن للمحبة أن تختصر في طرق محددة، بل إنها الوسيلة للتعدد والانفتاح علي طرق وخيارات متنوعة، ومنه فإن «فن المالد»، لم يقف في أدائه عند حدود الشكل الواحد والتعابير المختزلة، فقد اختلف في دولة الإمارات، وامتاز بخصوصيته من إمارة إلى أخرى.

قراءة جمالية
استمر المؤدون إلى ما يقرب من الساعة والنصف الساعة، وهم يقدمون قراءة جمالية بإيقاع روحي، لفن المالد في مكتبة محمد بن راشد، من جهته، اعتبر الباحث الإماراتي ثاني بن عبدالله المهيري، أنه رغم الاختلاف الذي قد يُلاحظ في مختلف البلدان الإسلامية من المغرب إلى المشرق من مثل الأحساء ومصر والحجاز والمغرب والهند واليمن وفارس وجنوب إيران والهند وباكستان وموريتانيا، إلا أن جميع احتفاليات الموالد النبوية تنهل من نفس المنبع السمح، وهو أمر ليس بجديد كما يعتقد البعض، بل إنه موروث في تاريخنا الإسلامي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©