جلسة نقاشية حول توظيف الفن التشكيلي في تدوين التراث
جلسة نقاشية حول توظيف الفن التشكيلي في تدوين التراث
7 مارس 2023 20:52
محمد عبدالسميع (الشارقة) يواصل المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية في نسختها العشرين، جلساته النقاشية والفكرية التي تواكب شعار فعالية هذا العام «التراث والإبداع»، وتحت عنوان استلهام التراث في الأعمال التشكيلية «استضاف المقهى كلاً من الفنان التشكيلي الإماراتي محمد الأستاد، والفنانة التشكيلية الدكتورة كريمة الشوملي، والباحثة والمؤرخة في الفنون البصرية الدكتورة نهى الفران. وتطرقت الجلسة إلى نوعية العلاقة بين التراث والفن التشكيلي، باعتبار أن التراث يعتبر مصدراً مهماً من مصادر البنية الحضارية للمجتمعات، وأبرزت الجلسة جماليات التراث باعتباره مصدر إلهام للعديد من المبدعين المجددين، لأنه يحدد ويجدد الخصوصية التاريخية والهوية الوطنية. محمد الأستاد، عاد بالزمن إلى الوراء وتحدث عن تجربته الفنية وعلاقته بالتراث، حيث قال إنه ركز لفترة ما على الواقعية البحتة، والمحاكاة إرضاء لفضول التعمق والتحدي، لفترة ما، ومن أجل بناء قاعدة جماهيرية محبة لهذا النوع، بعدها بدأ العزف على أوتار لوحات يدخل فيها الفكر الشخصي ومنظوره للحياة، والكثير من التجارب والقضايا التي تحيط به، وهو ما قاده إلى ابتكار فن جديد يستقي مادته من البحر ومن بيئته الطبيعية، هو فن «دانات الشواطئ».
رؤية بصرية تحت عنوان «رؤية بصرية معاصرة للموروث الشعبي» تحدثت كريمة الشوملي عن تجربتها في توظيف التراث في الفن التشكيلي، وخاصة مع البرقع الإماراتي، الذي يعتبر من التراث الأصيل لسكان المنطقة، وعن اختيارها لهذا الموروث الشعبي، قالت إنها بدأت مسيرتها الفنية بأعمال تحاكي الواقع دون استلهام للتراث وإعادة صياغته، ولكن مع تخمّر التجربة، جعلت من البرقع وهو من التراث، مجازاً فنياً فسلطت من خلاله الضوء على حياة المجتمع الإماراتي، مستخدمة الصور الضوئيّة والألوان والأعمال التركيبيّة المفاهيميّة، إضافة إلى استخدامها الخط العربي، والشمع، وأكياس البلاستيك التي تثبتها فوق سطح اللوحة بوساطة الخياطة، وذلك بهدف إقامة حالة من التوافق بين مضمون أعمالها وشكلها. وعن مظاهر وتجليات التراث في الفنون البصرية في دولة الإمارات، تحدثت نهى الفران، عن قيمة التراث كمعطى يحدد هوية الشعوب وثقافتهم، وعن أن هذا التراث يواجه الكثير من التحديات التي قد تقف عائقا أمام استمراريته وتجدده، ولكن ومع بروز أسماء تشكيلية إماراتية ومع الدعم الكبير والمتواصل للمبادرات التي تعنى بالتراث، بدأ الفن التشكيلي الإماراتي يستلهم التراث لا من حيث المحاكاة والتقليد، ولكن بابتكار أنماط فنية تعيد صياغة المادة التراثية وتضيف لها لمسة حداثية.