هويدا الحسن (العين)
في أمسية شعرية مفعمة بمشاعر الحنين إلى الماضي، حيث الأصالة التي تحمل عبق الزمان والمكان استضاف متحف قصر العين ضمن فعاليات «قصر القصيد» التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أمسية شعرية، تتخللها إضاءة على مسيرة الشاعرة الراحلة عفراء بنت سيف المزروعي، التي تعتبر واحدة من أبرز رائدات الشعر النبطي في إمارة أبوظبي.
واستهلت الأمسية بكلمة للشاعرة والإعلامية شيخة الجابري، ألقت خلالها الضوء على محطات في مسيرة الشاعرة عفراء بنت سيف المزروعي. وقد ولدت عفراء المزروعي في أبوظبي عام 1905 وظهرت موهبتها في سن مبكرة، وقد عرفت بفصاحتها وبلاغتها، لتصبح من أشهر شعراء الشعر النبطي في عشرينيات القرن الماضي. وعاصرت شعراء مهمين من أمثال سعيد هلال الظاهري، وهلال بن فريح القبيسي، وأحمد بن فاضل المزروعي.
وترى شيخة الجابري أن عفراء المزروعي كتبت عن مشاعر ووجدانيات، وعرفت بشعرها العذب والقوي. وكتبت أيضاً في فن الغطو، وهو أحد فنون الشعر الشعبي التي يكون محورها الألغاز الشعرية، وعرفت بمساجلاتها للكثير من الشعراء المعاصرين لها أمثال، أحمد بن فاضل المزروعي، وعبيد مبارك بن نييلا، كما جارت في قصائدها عدداً من الشعراء أمثال، محمد بن راشد المطروشي.
وأشارت الجابري إلى أنه على رغم غزارة إنتاج عفراء الشعري، إلا أنه لم يطبع لها سوى ديوان واحد يحمل عنوان «أشجان»، ويحتوي على مائة وإحدى عشرة قصيدة على مختلف الأوزان الشعرية مثل، وزني الونة والردحة وغيرهما. وقد قام بجمعه الشيخ سعيد بن أحمد بن حامد رحمه الله، وكان هناك مشروع لإصدار ديوان آخر لأشعارها يحوي نحو سبعين قصيدة، ولكن توفى قبل أن يقوم بطباعته وإصداره.
وقد جمعت عفراء المزروعي بالشاعرة «فتاة العرب» عوشة السويدي علاقة وطيدة، حيث كانت عوشة ابنة لعفراء بالرضاعة، وقد ورثت عنها موهبة الشعر، حيث أشارت السويدي في أكثر من لقاء صحفي إلى تأثرها بها، وأنها كانت أستاذتها وملهمتها التي تعلمت منها الكثير.
وأضافت الجابري، أن عفراء اشتهرت قصيدتها في التسعينيات من القرن الماضي التي غناها ميحد محمد، وقد توفيت عام 95 عن عمر ناهز تسعين عاماً، تاركة خلفها إرثاً شعرياً كبيراً.
وعقب إلقاء الضوء على مسيرة عفراء بنت سيف، قام الإعلامي حامد بن محمدي بتقديم ضيوف الأمسية الشعرية وتقدمهم الشاعر سيف السعدي، والشاعر حمدان السماحي، والدكتور ذياب المزروعي، والشاعر الشاب حمد البلوشي، الذين أنشدوا مجموعة من أجمل أشعارهم، تفاعل معهم الحضور خلالها بشكل كبير.